السبت 23 أغسطس 2025 11:40 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: “  المستكاوي .. والرميحي “ 

النهار نيوز

شهدت حقبة ثمانينات القرن العشرين ، وماقبلها ومابعدها، بزوغ ظاهرة تولي كبار الإعلاميين الرياضيين مناصب في هيئات رياضية “ أندية واتحادات “ ، وهم أساتذة كبار من العيار الثقيل في الصحافة ، ليجمعوا بين منصبين تنفيذين في وقت واحد ، كلاهما ينظر بعين عدم الرضا للآخر ، منصب في وسيلة إعلامية ، سواء في صحيفة قومية تابعه للدولة ، أوعضوية الإدارة في نادي أو اتحاد رياضي ، أو ترؤس تحرير صحيفة لأحد الأندية ، ومن حيث المبدأ : لاغضاضة في هذا ، لكنه يثير التساؤل حول كيفية التناول الإعلامي الموضوعي ، وارتداءه ثوب الهيئة الرياضية التي يجب تناولها بالنقد ، وهو ينتمي لها ، معادلة صعبة أمام الرأي العام ، وأمام الجهة التي يتقلد فيها منصبا .

في مصركانت الظاهرة الأبرز: منها رئاسة عملاق الصحافة الرياضية نجيب المستكاوي لاتحاد المصارعة المصري وهو المشرف علي الرياضة في الأهرام، ناصف سليم رئيسا للاتحادين المصري والأفريقي للكرة الطائرة وهو المشرف علي الرياضة في العدد الأسبوعي لصحيفة الجمهورية ، محمود معروف المشرف علي الرياضة في الجمهورية اليومي وهو عضو مجلس إدارة في الزمالك ، أحمد المنشليني رئيس تحرير صحيفة التعاون الرياضي وهو رئيس اتحاد المعاقين، عصام عبد المنعم الناقد الرياضي بالأهرام ورئيسا لاتحاد كرة القدم ، عبد المجيد نعمان المشرف علي الرياضة في الأخبار وأخبار اليوم رئيسا لتحرير مجلة الأهلي، فاروق يوسف رئيسا تحرير مجلة الاهلوية “ هذه المجلة خارج سلطة الأهلي ، لأن مؤسسها استبق الاسم وأصدر جريدة ، بينما فطن الزمالك وأصدر صحيفة الزملكاوية بجانب الزمالك”، حمدي النحاس كان المشرف علي الرياضة في المساء ورئيس تحرير مجلة الزمالك ، وتبعه محي الدين فكري المشرف علي الرياضة في مجلة المصور ليترأس مجلة الزمالك خلفا له، وأيضا عبد الفضيل طه المشرف علي الرياضة في المساء مديرا تحرير مجلة الزمالك.

في العراق نتذكر الأستاذ مؤيد البدري” أيقونة الإعلام في العراق “، كان يقدم برنامجه الرياضي في تليفزيون بلاده وهو رئيس اتحاد الكرة العراقي .

في دولة قطر كان الإعلامي القطري الكبير سعد الرميحي رئيس تحرير مجلة الصقر التي تخطت شهرتها الآفاق ورئيسا لنادي الغرافة عام 1982” تحول إلي مسمي الغرافة الآن ، والأستاذ سعد الرميحي من الرعيل الذهبي المؤسس لهذا النادي .

المعادلة صعبة في التوازن بين المنصب في هيئة رياضية ، ومنصب آخر في وسيلة إعلامية ، يري البعض أن المنصب في النادي أواتحاد رياضي عملا تطوعيا بلا مقابل ، ولكنه عبئا نفسيا لصاحبه ، لأنه شريك في صناعة القرار ، وأدري بما يجري وراء الكواليس ، ويغض الطرف ، لأن قلبه موزعا بين هذا الانتماء التطوعي ، وتلك المسئولية الإعلامية ، كما يقول الشاعر امرؤ القيس في قصيدته “ أفاطم أهلا”

انك قسمت الفؤاد نصفين فنصفه

قتيل ونصفه في حديد مكبل

وهناك من يرى نزع الانتماء حين يشتد البلاء ، كما يقول “ عنترة بن شداد “ في قصيدته “ لولا الهوي”

سيذكرني قومي إذا الخيل أصبحت

تجول بها الفرسان بين المضارب

حافظ الأستاذان الكبيران المستكاوي والرميحي علي الفصل التام ، بين هذا وذلك ، والفصل بين الانتماء والجهة الإعلامية التي يعمل بها ، وكان المستكاوي أشد الناس نقدا لاتحاد المصارعة المصري ، وكان الأستاذ سعد الرميحي الإعلامي القطري الكبير الأشهر علي امتداد الوطن العربي من طنجة إلي عدن ، ومن الخليج للمحيط الأطلسي ، شفافا فيما يراه داخل نادي الغرافة ، ولأنه إعلامي بصدق يدرك حرية التناول ، كان يسعد بالنقد أيضا حينما كان مديرا لتليفزيون قطر ، يرحب بالرأي والرأي الآخر بصدر رحب.