بو غنطوس: رهاننا على وعي اللبنانيين وليس على الحكام


أكّد الخبير السياسي والاقتصادي في الشؤون اللبنانية المستشار الدكتور نبيل بو غنطوس، أنه رغم اكتمال عناصر التفجير والفوضى والانحلال في بنية الدولة اللبنانية، وانه رغم بعض انواع العنف المتنقل بين المناطق، وانه رغم اطلاق العديد من القيادات والمرجعيات الانذار تلو الانذار حول الوضع الخطير الذي تسير اليه البلاد في مختلف المجالات، فان لبنان ما زال حتى اللحظة محصنا في وجه كل ما يحاك له من مخططات وتنصب له من افخاخ، والفضل في ذلك انما يرجع الى وعي الشعب اللبناني، العاض على جرحه، والرافض للانجرار الى ميادين التصادم الكثيرة، التي يهدد ويبشر بها امراء السلم الذين هم انفسهم شكلوا امراء الحرب على مدى عقود، وما زالوا حتى اليوم يراهنون على تفكك الارادة الوطنية الجامعة، وبالتالي، ما زالوا مطمئنين الى ولاء اتباعهم الاعمى لهم، وفاتهم ان المصيبة التي هم سببها، تجمع ولا تفرق، وفاتهم ان الجوع متى ما طرق ابواب المنازل، لن يفرق بين احزاب ومناطق وطوائف.
واضاف، صحيح ان المآسي كثيرة، وصحيح ان الاوضاع الاقتصادية ضاغطة خصوصا بعد تبخر مدخرات الشعب اللبناني مقيما ومغتربا، وعلى يد من يفترض ان يأتمنهم على ثرواته الوطنية، وصحيح انه بعد انفجار الرابع من آب الماضي، انهارت ثقة اللبنانيين بدولتهم الى ما دون الحضيض بكافة مؤسساتها، وتحديدا، لانهم يتابعون اليوم، وبسخرية من جهة وألم من جهة ثانية، مسرحيات ابطالها من يفترض انهم اهل الحل والربط، يتصارعون ويتخاصمون ويتواجهون ويتقاتلون، للحفاظ على مكتسباتهم والابقاء على حصصهم وحماية لاتباعهم، وقد فاتهم ان العالم لفظهم، ولم يعودوا البتة موضع ثقة، وبات يحضر لهم مفاجآت ستكون مدوية.
وختم، لا يخافن احد من اللبنانيين التهويل القائم، ولا الاحداث على شكل توتّرات وتصادمات خفيفة هنا وهناك، ولا التهديد بانفجار الوضع على شكل عنف اجتماعي في الشارع لحظة توقّف الدعم، لان الشارع اذا ما خرج هذه المرة، سيكون له هدف واحد ومسار محدد، وسيشكل توجهه هذا صدمة لارباب السلطة، الذين ما زالوا متعنتين على مواقفهم خدمة لاجندات ومصالح يعرفها الكبير والصغير في لبنان. الشارع اللبناني، هو من سيرسم فصول النهاية وأفول سياسات، وسيحدد اطر مستقبل لبنان.