تفاصيل منظمة الصحة العالمية بمناسبة اليوم العالمي للصحة

تحتفل منظمة الصحة العالمية في السابع من أبريل من كل عام بيوم الصحة العالمي ويطمح هذا الاحتفال إلى تعزيزالهدف الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية والمنصوص عليه في دستور المنظمة ألا وهو: " أن تبلغ جميع الشعوب أرفع مستوى صحي ممكن" عن طريق رفع الوعي بموضوع صحي معين ذي أولوية للمنظمة ويؤثرعلى الصحة العامة للمجتمعات بشكل مباشر أو غير مباشر.على مدى السنوات الماضية، سلط الاحتفال الضوء على قضايا صحية مهمة مثل الصحة النفسية ، ورعاية الأم والطفل ،وصحة المرأة وتغير المناخ وأثره على الصحة وغيرها من المواضيع. وتمتد الأنشطة الخاصة بهذا الاحتفال إلى ما بعد هذا اليوم وهي بمثابة فرصة حيوية لتركيزالاهتمام العالمي على قضايا الصحة العامة وخلق فرص للاستثمار في الصحة والأمن الصحي.

و يعد احتفال هذا العام مختلف عن أي عام ، فقد مر أكثر من عام على أكبر تحدي صحي واجهته البلدان جميعها في العصر الحديث، ألا وهو جائحة كوفيد-19. وشعار يوم الصحة العالمي لهذا العام هو " بناء عالم أكثر عدلاً وصحة". لقد أثبتت تلك الأزمة العالمية أنه لن يكون أحد بأمان حتى يصبح الجميع بأمان. وكشفت تلك الجائحة الستارعلى التفاوتات الاجتماعية و الصحية الكبيرة الموجودة في بلدان العالم و التي أثرت بشكل كبيرعلى وتيرة تفشي الوباء ودرجة الثقل الذي خلفه على حياة الأفراد والمنظومات الصحية.

ولقد أبرزت جائحة كوفيد-19 أن الصحة مسؤلية الجميع وليس فقط العاملين بالقطاع الصحي، بل أيضا تفاعل الحكومات و الأفراد والتزامهم بالإجراءات الاحترازية (مثل الحرص على النظافة والتباعد الآمن وارتداء الكمامات وغيرها) ساعد كثيرا على ابطاء وتيرة انتشار المرض. و أيضا عززت الجائحة الدور الحيوي للتعاون والتنسيق بين المؤسسات و الأفراد ليس فقط على الصعيد الوطني، بل أيضا على الصعيد الدولي والإقليمي، فعلى سبيل المثال التجارب السريرية للوصول إلى لقاحات كوفيد-19 كانت مثال واضح لدورالتعاون والتكاتف الدولي للخروج من المأزق وضخ الموارد للوصول إلى لقاحات فعالة وآمنة.

حرصت منظمة الصحة العالمية على ضمان التوزيع العادل للقاح كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم ، ولهذا تم تأسيس مرفق كوفاكس تحت قيادة منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين والائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة ، في ابريل 2020، وتم توسعة الأعضاء بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة كشريك لوجيستي رئيسي، بجانب البنك الدولي، ومنظمات دولية أخرى، والمصنعين وغيرهم. ويهدف ذلك التحالف إلى حصول 20% من سكان العالم على اللقاح بنهاية 2021. و قد حصلت مصر بالفعل على أول شحنة و التي تجاوزت ال 850 ألف جرعة من اللقاح مع نهاية شهر مارس 2021.

وقد أشادت د.نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر بالدورالحيوي للعاملين الصحيين، قائلة:" خلال جائحة كوفيد-19 خسرنا الكثير ولكن تعلمنا الكثير، تعلمنا أن الصحة مسؤليتنا جميعا حكومات و مؤسسات و أفراد. تعلمنا أن حقنا في الحصول على خدمة طبية جيدة يضاهي في الأهمية حق الكوادر الطبية في الحصول على تدريب كافي و موارد وبيئة عمل مناسبة لأن سلامتنا من سلامتهم وخاصة من هم في الصفوف الأمامية و الذين يتعرضون كل يوم للمخاطر. لهذا، لقد أعلنا هذا العام -عام 2021- بمنظمة الصحة العالمية "العام الدولي للعاملين في مجالي الصحة والرعاية" فتحية لجميع الأبطال في مجال الرعاية الصحية من أطباء وممرضين و فنيين وكل العاملين في مجال الصحة و الرعاية بمصر والعالم – الذين يخاطرون بحياتهم كل يوم من أجل حمايتنا و حماية أسرنا. فلهم منا جزيل الشكر على مجهوداتهم وتضحياتهم. ويجب على صانعي القرار الاستثمار وتوفير الموارد من أجل حماية جميع العاملين بالقطاع الصحي والمهنيين وتأمينهم بالواقيات وتدريبهم على مكافحة العدوى والاهتمام بصحتهم النفسية."

و أخيرا تثمن منظمة الصحة العالمية الإرادة السياسية للحكومة المصرية وترجمة هذا إلى تخطيط وعمل بشكل استراتيجي وأيضا الدور القيادي لوزارة الصحة والسكان لقطاع الصحة لمجابهة هذا التحدي، حيث عمل الجميع على مدار الساعة من أجل إيجاد التوازن بين الاستجابة المباشرة لـ كوفيد-19، مع الحفاظ على الحصول على جميع الخدمات الصحية وخاصة الأساسية ، لضمان "عدم ترك أحد"، بما في ذلك توفير لقاح كوفيد-19 للمصريين وأيضا الاجانب المقيمين بمصر وطالبي اللجوء والمهاجرين وذلك بالإضافة إلى الاستجابة الوطنية المتعددة الجوانب لتقليل الخسائر المترتبة على الجائحة بقدرالإمكان. وفي هذا السياق، تشجع المنظمة الحكومة المصرية لتحقيق حلم تصنيع لقاح كوفيد19- مما سيجعل مصر مركز للتصنيع و التصدير في افريقيا و الشرق الاوسط.

وستظل تجربة جائحة كوفيد-19 دليل قاطع على أن التزامنا كأفراد بحماية أنفسنا وأسرنا ومجتمعاتنا هو حجر زاوية أساسي في سلامة الجميع.