نهضة الرياضة السورية: من ركام الماضي إلى منصّة المستقبل

في اللحظة التي طوَت فيها سورية صفحةً مثقلة بممارسات الماضي، وفتحت أبواب مرحلة جديدة عنوانها الانتصار والبناء، كان لزاماً على الرياضة أن تتحرر من قيود إرثٍ طالما كبّل اندفاعها، ومع تفكك الهياكل القديمة ورحيل رموز الفساد، بزغ فجرٌ مختلف في الساحة الرياضية، فجرٌ حمل معه قراراً شجاعاً بحل الاتحاد الرياضي العام، وإسناد المهمة إلى اللجنة الأولمبية السورية مؤقتاً، انسجاماً مع الأعراف الدولية، تمهيداً لتأسيس وزارة طالما انتظرها الرياضيون: وزارة الرياضة والشباب.
ومع تعيين السيد محمد سامح حامض كأول وزير للرياضة في تاريخ سورية، انطلقت شرارة التحوّل الحقيقي، لم تكن الوزارة مجرد مؤسسة جديدة، بل كانت حلماً يتجسد ونافذةً واسعة يطل منها الرياضيون على مستقبلٍ طالما تمنّوه. وضع الوزير رؤيةً واضحة وجريئة، رؤية تستند إلى التخطيط الاستراتيجي وحوارات بنّاءة عبر ورش عمل جمعت الاتحادات الرياضية المختلفة، لإعادة صياغة مفهوم الإدارة الرياضية من جذوره.
لم يكتفِ الوزير بوضع الخطط، بل بدأ بخطوات عملية: إعادة تشكيل الاتحادات والأندية، تجديد المديريات الرياضية في المحافظات عبر انتخابات وتعيينات مدروسة، وإجراء تغييرات حاسمة لكل من لم يكن في الموقع المناسب، رسالة الوزارة كانت واضحة منذ اللحظة الأولى: الرياضة لا تقبل أنصاف الحلول.. بل تطلب الأفضل دائماً.
تكاملت أركان العمل على ثلاثة أسس جوهرية:
تنظيم وإدارة حديثة تضبط الإيقاع وتعيد الهيبة للمؤسسة الرياضية.
استثمار رياضي يشكل دعامة مالية واستراتيجية للنهوض بالمواهب والبنى التحتية.
منشآت رياضية تُبنى وتُطوَّر لتكون منصّات لصناعة الأبطال.
وبين نشاط داخلي وخارجي، ومشاركات متصاعدة للمنتخبات الوطنية، بدأت ملامح مرحلة جديدة تتشكل.. مرحلة عنوانها الإنجاز، وغايتها رفع اسم سورية عالياً في كل محفل دولي.
إنها ليست مجرد إعادة تأهيل لقطاع الرياضة.. بل ولادة نهجٍ جديد، يضع الرياضة السورية على حافة الإقلاع نحو مستقبل يليق بطموح أبطالها.
صفوان الهندي