جودة أبو النور يكتب: جائزة الأسد الذهبي … بريق التميز الإفريقي في عيون “المنتخب” المغربية

تواصل جريدة “المنتخب” المغربية، تحت إشراف رئيس تحريرها الزميل بدر الدين الإدريسي، ترسيخ تقليدها الرياضي المتميز من خلال تنظيم جائزة الأسد الذهبي، التي تُعد من أرفع الجوائز الرياضية على الصعيدين الإفريقي والعربي. وتهدف هذه المبادرة إلى تكريم أبرز نجوم كرة القدم الإفريقية الذين تألقوا خلال الموسم الكروي، سواء من خلال إنجازاتهم مع أنديتهم أو منتخباتهم الوطنية، أو من خلال ما يقدّمونه من مستويات فنية وأخلاقية عالية تجسد قيم الاحتراف والروح الرياضية.

انطلقت جائزة الأسد الذهبي سنة 2004 بمبادرة من جريدة “المنتخب”، في إطار رؤيتها الرامية إلى دعم كرة القدم الإفريقية والاعتراف بمجهودات لاعبيها. وقد فاز بالنسخة الأولى الأسطورة الكاميروني صامويل إيتو، ليكون أول من حمل هذا اللقب الفخري الذي أصبح علامة سنوية تضيء سماء الكرة الإفريقية. ومنذ ذلك التاريخ، واصلت الجائزة حضورها القوي، فكرّمت أسماء بارزة مثل ديدييه دروجبا، ياسين بونو، وأشرف حكيمي، الذي توّج بالنسخة الأخيرة سنة 2024 بعد موسم حافل رفقة نادي باريس سان جيرمان ومنتخب المغرب.

وتقوم الجائزة على معايير دقيقة تم اعتمادها منذ انطلاقتها، تشمل الإنجازات الفردية والجماعية، ومستوى التأثير في أداء الفريق، إضافة إلى الالتزام والانضباط داخل الملعب وخارجه، بما يعكس القيم الحقيقية للروح الرياضية. كما يُشرف على عملية التقييم والتصويت نخبة من الإعلاميين والخبراء الرياضيين من القارة الإفريقية ومن وسائل إعلام دولية تهتم بكرة القدم، بما يضمن الشفافية والمصداقية في اختيار الفائز.

وفي نسختها السابعة عشرة، كشفت جريدة “المنتخب” عن قائمة تضم عشرة لاعبين سيتنافسون على جائزة الأسد الذهبي لعام 2025، المخصصة لأفضل لاعب إفريقي في الموسم الرياضي 2024-2025. وتضم القائمة كلًّا من: سيرهو جيراسي (غينيا – بروسيا دورتموند)، محمد صلاح (مصر – ليفربول)، أشرف حكيمي (المغرب – باريس سان جيرمان)، باب مطر سار (السنغال – توتنهام)، عمر مرموش (مصر – مانشستر سيتي)، ييف بيسوما (مالي – توتنهام)، أسامة لمليوي (المغرب – نهضة بركان)، فرانك زامبو إنغيسا (الكاميرون – نابولي)، فيستون مايلي (الكونغو الديمقراطية – بيراميدز)، وفيكتور أوسيمين (نيجيريا – جلاطة سراي).

ومن المرتقب أن تُعلن النتائج النهائية للجائزة يوم الإثنين 24 نوفمبر 2025، بعد انتهاء عملية التصويت التي يشارك فيها نحو 45 إعلاميًا وخبيرًا رياضيًا من مختلف البلدان الإفريقية، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات إعلامية دولية. ويسرّني أن أكون من بين المصوّتين في هذه النسخة من الجائزة، وهو شرف مهني يعكس ثقة جريدة “المنتخب” في الإعلاميين الذين يتابعون الشأن الكروي الإفريقي عن قرب ويقدّرون قيم التنافس الشريف. ومن خلال تجربتي في المشاركة، أؤكد أن معايير الاختيار، ومستوى النزاهة والاحترافية في تطبيقها، توازي في دقتها وعدالتها معايير جائزة الكرة الذهبية العالمية. فبرغم كونها جائزة مغربية المنشأ، فإنها بعيدة كل البعد عن أي تحيّز زماني أو مكاني، وتحافظ على موضوعيتها عبر آلية تصويت شفافة تحترم قيم المهنية والإنصاف.

لقد أصبحت جائزة الأسد الذهبي مع مرور الوقت أكثر من مجرد لقب رمزي؛ فهي تعبير عن الاعتراف بجهود اللاعبين الأفارقة الذين يرفعون راية القارة في كبريات المحافل الكروية. كما أنها تسلط الضوء على الدور الرائد للإعلام المغربي، الذي ما فتئ يؤكد التزامه بتعزيز مكانة الكرة الإفريقية وإبراز طاقاتها الصاعدة. ومن خلال هذه الجائزة، تؤكد جريدة “المنتخب” أنها ليست مجرد منبر للأخبار الرياضية، بل فضاء للاحتفاء بالتميز والإبداع، ورسالة وفاء لكل من يسهم في تطوير كرة القدم داخل القارة السمراء.