الجمعة 18 يوليو 2025 12:19 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : احمد حسين يوسف نموذجا للمثل العليا التي تمشي على الأرض، …وتجربة إنسانية فريدة

النهار نيوز

(. قيمة قنا بين مدن مصر إنما تنبع من قيمة رصيدها من العلماء والمفكرين والمبدعين ومن الرجال والأبطال والأساتذة الأجلاء، ولا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال، ولا يقدر وزن الكرام إلا الكرام. والبلد التي لا تعرف قيمة ابنائها تهدر قيمة الإنسان الأعلى من كل بنيان، ويخصم الكثير من رصيده الإنساني والحضاري بين المدن .

(. ورغم الحذر الذي يعتريني والتردد الذي ينتابني في كل مرة أتناول فيها بالذكر شخصية مرموقة ومؤثرة ، خوفا من اظلم نفسي او اظلمها بعدم اعطائها حقها من التكريم والتبجيل على ما أعطت من جهدها و فكرها بإخلاص لنا ، إلا أن هناك شخصيات تبدو فريدة وليست عديدة، لا ينفصل فيها كثيرا قيمة الموضوع عن قيمة الشخص، حين يترجم عمله فكره، وحين يصدق عمله قوله، وحين يبدو نموذجا للمثل العليا يمشى على الأرض، وتجربة إنسانية بناءة تبقى على الأرض..

(. فما بالكم برجل تتجمع فيه كإنسان أخلاق النبل والتوازن والشجاعة والصدق، وتجتمع فيه صفات المفكر والاقتصادي والإنساني والحضاري، استحق أن يسبغ عليه كل من تعامل معه لقب «رجل الاتزان » منذ ان تعلمنا من شخصيته النقية، بثباتها المبدئي وسياستها في التعامل منذ ان وعيت على هذه الدنيا

(. إنه الاب والأستاذ والقدوة عمنا الغالي المعلم احمد حسين يوسف احد اكبر رجالات التعليم في محافظة قنا الرجل الذي ما عرف فيها إلا بالعصامية والشرف في تعاملاته أو في مواقعه العالية، في موقع التعليم حيث عمل ناظرا في الوحدة المجمعة بالقناوية واولاد عمرو ومدرسة الشبان المسلمين ثم ناظرا لمدرسة ناصر الابتدائية لأكثر من عشرين عاما حتى المعاش أو في موقع التجارة لامتلاكه محل حدايد وبويات بشارع سفينة بقنا مع شقيقة السيد حسين وكان من أكبر محلات الحدايد والبويات بمحافظة قنا حيث كان دائما يرفض التخاذل في الحق والمساومة على المبدأ، بلا مداهنة أو مهادنة، سواء كأستاذ او تاجر

(. ولذلك ظل عمنا وأستاذنا احمد حسين حتى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى يوم 11 أكتوبر من العام 1992 هذا الاسم الذي ما زال له قيمته ومعناه ودلالته ومغزاه، في معاركنا مع الحياة لإيمانًا المطلقً الذي لا يراوده شكّ، بأنّ هذه الشخصية وُجدت في هذا العالم لتُعطي لا لتؤذي، لتبني وتحبّ وتهب، لا لتقسو وتُعذّب.

(. وقد علمنا تلاميذه وعلم أولاده جمال أحمد رئيس قسم الإحصاء بإدارة قنا سابقا ،وصفاء احمد معلم خبير بمدرسة المهنية بنات بقنا سابقا ،والمرحوم جهاد أحمد معلم خبير رياضيات بالشهيد سابقا ،محمد أحمد مدير عام بشركة دارى سابقا ،ومهندس حسبن أحمد بوزارة الآثار سابقا،والمرحوم رائد مهندس حسن أحمد بالقوات المسلحة ومحمود احمد حسين رجل اعمال في القاهرة ،بان أنّ الهدف الذي يجب أن يسعى له الإنسان ليس في أن يصبح مثاليا لأن هذا بطبيعة الحال مستحيل، وانما يُصبح مكتملا وغير منقوص ولتحقيق هذا الهدف، على الإنسان أن يحترم الآخرين مهما علا شأنهم او قل وضعهم الاجتماعي او العلمي ولا يطمس حق جانبا من الجانبين.

(. وليس بغريب ان تعلمنا. من خلال تعاملاتنا معه ك "اب ومعلم" سواء ب "الاقتراب او المشاهدة" جانب مهم جدا من شخصيته العملاقة إلا وهو الاتزان الذي لم يكن فيه كسيد الرجال بل هو سمة شخصيته .

والاتزان الذي تعلمناه منه يلعب دوراً هاماً في حياة الرجل، حيث يؤثر على علاقاته الاجتماعية ونجاحه المهني وصحته النفسية. ويجعله كرجل يتفرد بثباته، واتزانه، وسموّ أخلاقه، ونقاء سريرته.

(. وما شهد له الناس به كان أهلاً به لكل موقع. ‏ بما كان يملك روح التعقّل بحسب الطبع في الرجل على الأحاسيس والعواطف. وقد جُهّز تلاميذه باللين والمودة دائما واحيانا بالبأس والشدّة والصّلابة إذا تطلب الأمر ، وتترتّب على التربية آثار عظيمة لنا في أبواب الدفاع والحفظ والأعمال الشاقّة، وتحمّل الشدائد والمصائب، والثبات والسكينة في المواقف الصعبة وامام أهواله.

المثل العليا قيمة قنا