ظلت الفتاة سجينة مشاعرها ، وذكرياتها التي أثرت أن تبقى بين ضلعوعها حفاظاً على سمعتها ، وحاولت أن تحتوي زوجها ، لكن شيئا ما بداخلها جعلها في صراع نفسي باستمرار ، فهي لا تستطيع نسيان الماضي ولا تقبل الواقع الذي تعيشه ، كذلك الزوج بدأ يمل من هذه العلاقة ، وتلك المشاعر المتجمدة .
بعد مرور أكثر من عام على زواجهما فكر الزوج كثيراً قبل أن يتحدث مع الزوجة في هذا الأمر . لكنه فضل أن يسارحها ، وفي ليلة من الليالي جلس مع زوجته وأخذ يتحدث معها عن علاقتهما الزوجية التي باتت وكأنها بين زوجين لا يريد أحدهما الآخر . ثم طلب منها إن يذهبا إلى الطبيب حتى يتمكنا من الإنجاب بمشيئة الله تعالى .
وافقت الزوجة ، لكنها لم تكن تريد الإنجاب منه ، وكانت تتصنع الحجج والاعذار في كل مرة ، حتى قام في يوم من الأيام باصطحابها إلى أحد الأطباء دون أن تعلم إلي أين سيذهبان . حتى وصلا إلى الطبيب وخضعا للفحص ، وعمل التحاليل الطبية اللازمة ، وانتظرا نتيجة التحاليل الطبية .
وعلى الجانب الاخر بدأ الشاب يفكر في الزواج والإستقرار بعد مرور أكثر من عام على فراق حبيبته ، وظل يبحث عن تلك الفتاة التي تشبه حبيبته في كل مكان ، فلم يجد ما يبحث عنه لكنه أدرك أنه لا مناص من الزواج بإحدى الفتيات حتى وإن لم يكن بينه وبينها توافق ، فهي بالنسبة له ستكون مجرد زوجة . قام الشاب بخطبة إحدى الفتيات ، ثم تزوجها بعد فترة وجيزة ، وإذا بنفس المرأة التي فرقت بينه وبين محبوبته تذهب إلي أم الفتاة التي قام بخطبتها ، وتقول لها لقد ذهب إلى فتاة قبل ابنتك ووالدها رفضه بسبب ظروفه المادية .
تبسمت والدة الفتاة وقالت لها :- لقد أخبرنا بكل شيء ولم يخفي عنا مثقال ذرة ، ونحن وافقنا على طلبه . ساء وجهها وقامت مسرعة لتعود إلي منزلها بخيبة املها في أن تستحوذ على الشاب لابنتها . أنهى الشاب استعداداته الخاصة بليلة العرس وإتفق مع أسرة الفتاة على موعد الزفاف .
اما فتاته الأولي عملت بهذا الخبر وحزنت حزناً شديداً ، وأخذت تتذكر الأيام الجميلة التي جمعت بينهما في حب لم يشهده قلب من قبل ، فهو كان فارس أحلامها وهي أيضاً . وظلت تبكي بكاء غير منقطع ، حتى أن زوجها تعجب من ذلك ، وظل يتسائل عن سبب هذا البكاء المتواصل ليل نهار فقالت له :- إنني أشعر بتقلصات شديدة في بطني ، ولا اتذوق الطعام أو الشراب وكذلك لا اشتهيهما . تبسم الزوج أملا منه أن تكون تلك أعراض الحمل عند النساء قرر أن يذهب بزوجته إلي الطبيب ليطمئن من ناحية، وليرى الطبيب نتيجة التحاليل من ناحية اخرى، وبالفعل ذهبا إلى الطبيب الذي قام بالكشف على الزوجة ووجد أنها تعاني من اعراض تعصب في القولون العصبى ، ويجب عليها إراحة أعصابها وعدم التعرض للمضايقات اوالحزن .
بعدما رأي الطبيب نتيجة الفحوصات أبلغ الزوج عن صعوبة حدوث حمل طبيعي ، وعليهما إجراء عملية حقن مجهرى إن كانا يريدا الإنجاب بمشيئة الله تعالى. عادا إلى المنزل ، وكانت الزوجة سعيدة بهذا الخبر ،لكن الزوج كان في شدة الحزن ، لاحظ الزوج عدم حزن زوجته ، وعدم مبالاتها لهذا الأمر ، مما جعله في حيرة شديدة ، وأخذ يفكر في سر سعادتها بعدم قدرتها على الإنجاب منه حتى استقر إلي قراره النهائي بالنسبة لهذا الأمر.
هنالك تزوج الشاب من الفتاة التى اختارها ، لكنه لم يشعر بأى سعادة أو فرحة بهذا الزواج ، واقتصرت مراسم زفافه على إحضار الزوجة من منزل أسرتها إلى منزله ، ثم مرت أربعة أشهر على زواجه وانجب الأبن الأول منها ، وكان ينوى تسمية المولود بإسم حبيبته إذا كانت أنثى ، لكن الله تعالى شاء أن يكون المولود ذكرا .
وعلى الجانب الآخر قرر زوج حبيبة الشاب إقناع زوجته بالذهاب إلي الطبيب لإجراء عملية حقن مجهري ، وبالفعل ذهبا إلى الطبيب ، وبدءا في تلقي العلاج حتى تهيئت الزوجة لذلك ، وقام الطبيب بإجراء العملية ، والتي استمر نجاحها لمدة ثلاثة أشهر فقط ، وتعرضت الزوجة للإجهاض ، فحزن الزوج لما أصاب زوجته ، وبعد مرور خمسة أشهر طلب منها أن تعود إلى المتابعة مع الطبيب من أجل أن ينعم الله تعالى عليهما بمولود ، نظرت إليه الزوجة وقالت له :- يفعل الله تعالى ما يشاء سوف أفكر في الأمر مجددا.
اما حبيب الفتاة رزق بعد مرور شهور من حمل اخر لزوجته بطفله واسماها على إسم حبيبته التي يحبها. وفي يوم من الأيام تقابل الشاب مع الفتاة بالصدفة فى إحدى محال العصير وعندما رأته سقط الكوب من يدها أمام زوجها وارتبكت لكن الزوج لم يكن يعرف الشاب ولم يراه من قبل فلم يلفت نظره شيئا
بدأت المشاكل تزداد بين الفتاة وزوجها وكثيرا ما تدخلت الام لحل هذه المشاكل ومحاولة تهدئة الأمور لكن الزوج طلب من الأم أن تبلغ والد الفتاة بضرورة مقابلته.
إلى الملتقي في الجزء الخامس بمشيئة الله تعالى والذي سيشهد احداثا عجيبة ...