أيمن سلامة: المفاوضات الدبلوماسية المباشرة: السبيل القانوني الأوحد لإنهاء العداوة الهندية الباكستانية

في ظل عقود من العلاقات المتوترة والصراعات المتكررة، تبرز المفاوضات الدبلوماسية المباشرة كخيار قانوني لا غنى عنه وضرورة استراتيجية لإنهاء الخصومة المستمرة بين الهند وباكستان. يرتكز هذا التأكيد على مبادئ راسخة في القانون الدولي، والتي تؤكد على التسوية السلمية للنزاعات، واحترام سيادة الدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية. إن تجاهل هذه الآلية القانونية المثبتة لا يؤدي إلا إلى إدامة حالة عدم الاستقرار الإقليمي وتعريض مستقبل المنطقة للخطر.

تعتبر اتفاقية سيملا لعام 1972 وثيقة قانونية محورية تجسد التزام البلدين بحل جميع خلافاتهما الثنائية سلمياً وعبر الحوار المباشر. يمثل هذا الاتفاق اعترافًا ضمنيًا وواضحًا بأن الحلول المفروضة من الخارج أو التدخلات الدولية غالبًا ما تكون غير مستدامة وتفتقر إلى الشرعية الحقيقية في نظر الأطراف المعنية. وبالتالي، فإن أي مسار آخر يتجاوز طاولة المفاوضات الثنائية يقوض هذا الإطار القانوني المتفق عليه ويفتح الباب أمام المزيد من التصعيد وعدم الثقة.

إن التعقيدات التاريخية والسياسية المحيطة بالقضايا العالقة، وعلى رأسها قضية كشمير، لا تقلل من أهمية الحوار المباشر بل تزيدها إلحاحًا. فمن خلال الجلوس وجهًا لوجه، يمكن لقادة البلدين تجاوز الخطابات العامة وتبادل الاتهامات، والانخراط في مناقشات جوهرية تهدف إلى إيجاد حلول مبتكرة ومقبولة للطرفين. إن هذه العملية تتطلب شجاعة سياسية ورؤية استراتيجية تتجاوز المكاسب قصيرة الأجل لصالح بناء مستقبل أكثر أمنًا وازدهارًا للمنطقة بأسرها.

علاوة على ذلك، فإن التحديات الإقليمية والعالمية المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، والتغير المناخي، والأمن الصحي، تستدعي تعاونًا وثيقًا بين الهند وباكستان. لا يمكن تحقيق هذا التعاون المثمر إلا من خلال بناء الثقة المتبادلة وتعزيز قنوات التواصل الفعالة، والتي تبدأ بالمفاوضات الدبلوماسية المباشرة. إن تجاهل هذه الفرصة لا يضر بمصالح البلدين فحسب، بل يعيق أيضًا الجهود الجماعية لمواجهة التحديات العالمية الملحة.

في الختام، يمكن القول بثقة إن المفاوضات الدبلوماسية المباشرة ليست مجرد خيار تفضيلي، بل هي الضرورة القانونية والاستراتيجية الوحيدة القادرة على كسر حلقة العداوة بين الهند وباكستان. إن التمسك بهذا المسار، بروح من الاحترام المتبادل والإرادة السياسية الصادقة، هو الضمانة الأكثر فعالية لتحقيق سلام دائم ومستقبل مزدهر لمنطقة جنوب آسيا بأكملها. إن الوقت قد حان لتفعيل بنود الاتفاقيات الثنائية والانخراط في حوار بناء ومستمر يفضي إلى حلول مستدامة وعادلة للقضايا العالقة.