الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب:في ندوة اعلام قنا بقرية المقربية عن هذه الظاهرة السلبية ”جريو” يلمس الجروح ويكشف المسكوت عنه في الخصومات الثأرية
النهار نيوز(. أقام مجمع اعلام قنا ندوة بديوان العمدة غلاب بقرية المقربية بمركز قوص، تحت عنوان "المبادرات الرئاسية ومواجهة الخصومات الثارية"، ضمن فعاليات الحملة التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة
للاستعلامات " أيد في أيد..هننجح أكيد".
(. وتظم مجمع الإعلام هذه الندوة بالتعاون مع قصر ثقافة قوص بحضور نخبة من المتخصصين في الدراسات الثارية والاجتماعية وعمد ومشايخ قرى مركز قوص ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية ورجال الدين الإسلامي فيها
(. وكان فارس الندوة الاول دكتور أحمد سعد جريو، مدير تحرير جريدة السفيرة التي تصدر باللغة العربية في دول شرق أوروبا ومدير إدارة التعليم الإعدادي بمديرية التربية والتعليم بمحافظة قنا، عضو لجنة التراث الثقافي غير المادي “الفنون الشعبية” بالمجلس الأعلى للثقافة والذي قدم من قبل
سلسلة ندوات تثقيفية للتوعية بأخطار الثأر وأثاره الاجتماعية والاقتصادية، داخل عدة مدارس بكافة الإدارات التعليمية، بمحافظة قتا وبالقرى ذات الطابع الثأري وعلى رأسها قرية الحجيرات وقرية أبوحزام وحمرا دوم التى تعرف بقري الدم والنار.
(. ود.احمد سعد جريو” له نشاط بارز في العمل الثقافي والإعلامي، فقد شغل من قبل موقع مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم بقنا، قبل أن يتولى منصب مدير عام إدارة التعليم الإعدادي، وحصل في 2016 على دبلوم الدراسات العليا فى الإدارة التعليمية من كلية التربية بجامعة جنوب الوادى، ثم حصل على درجة الماجستير في 2018، وحصل على درجة الدكتوراه خلال العام الحالي ” 2021 ” عن رسالته المعنونة “الإستراتيجية التربوية في مواجهة مخاطر الثأر في ضوء رؤية مصر للتنمية المستدامة ٢٠٣٠” وكان رئيسا للجنة الثقافية والدينية بجمعية الشبان المسلمين بقنا، ومشرفًا على الصالون الأدبي لأكثر من خمس سنوات متصلة، وله مؤلفات فى العلوم الاجتماعية والأدبية منها كتاب “مشاهير القراء .. سيرة ومسيرة ” وكتاب أعلام ومعالم جنوب الصعيد ( تحت الطبع)، ومن أبرز أبحاثه بحث بعنوان: ” الدور التربوي للمدرسة فى مواجهة ثقافة الثأر” ، وبحث بعنوان ” المرأة في البيئة الثأرية”.
(. وقال الدكتور أحمد سعد جريو، في كلمته الشاملة والوافية والكافية في الندوة ، ، إن الثأر عادة غريبة على المجتمع المصرى، فلم يكن لها أي وجود أيام الفراعنة لكنه جاء مع القبائل العربية خاصة القادمين من اليمن، وساعد على انتشارها منظومة القبيلة المنتشرة بصعيد مصر، ولا يخفى على أحد النتائج السلبية التى يتسبب فيها انتشار الثأر.
(. وبين د.احمد سعد جريو في كلمته التي كانت اقرب إلى محاضرة بامتياز جريو، أن هناك فرق كبير بين القصاص والثأر، فالقصاص رحمة وحياة وعدل ووقف لنزيف الدم، لأنه يقتص من القاتل مباشرة ووفقًا لقواعد، وهو توجيه ربانى ظهر جليًا فى مراجعة المولى عز وجل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يثأر لعمه حمزة رضى الله عنه بسبعين من كفار قريش، فقال في كتابه الكريم: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به"، وأنه سبحانه وتعالي جعل الصفح والعفو أفضل وهو ما تجلى فى عفو النبى صلى الله عليه وسلم عن وحشي، أما الثأر ففيه انتقام بغضب وقد يتم القتل لشخص ليس له علاقة بالأمر، سوى أنه من عائلة القاتل".
(.وشدد د.احمد جريو بإن للثار عوامل كثيرة ساعدت فى انتشاره منها عوامل مناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة بصعيد مصر، ودورها فى ارتفاع نسبة العنف والغضب، وعوامل سياسية مثل الانتخابات واستخدام سلاح القبلية، وعوامل اقتصادية تتمثل في الأوضاع الاقتصادية المتدنية، وما ينتج عنها من عنف وسوء أوضاع معيشية، وعوامل اجتماعية تتمثل في تهميش وتجاهل الصعيد فى كثير من الخدمات
(. وقال د.جريو بإن الغضب هو المحرك الرئيس للقتل، لذا كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، في وصيته لرجل" لا تغضب"، وأول ما فعل الرسول فور وصوله إلى المدينة المنورة المعايشة السلمية بين سكان المدينة، حتى لا يترك مجالاً للغضب والشحناء.
(. وأوضح د.احمد جريو، بأن هناك فرق بين القصاص والثأر، فالأول حق" من قتل يقتل "ولكن وفقاً لمعايير قانونية وأن يكون من خلال ولى الأمر أو رجال القانون، أما الثأر فيعتمد على معتقد أنم من أنقص فرداً من جماعة لابد أن ينقص من جماعته، دون الالتزام بعدد او القصاص من الشخص القاتل، وهو يتنافى مع الآية القرآنية التي تنص" وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين.
(. واشار د.جريو بأن الثأر انتشر واستوطن جنوب مصر، وتسبب في التأثير على منظومة التنمية وعزل البلاد عن التطور والحداثة وإحداث آثار سلبية" اقتصادية، اجتماعية، ونفسية"، وإنعاش التجارة المحرمة، كالسلاح والمخدرات،
وشدد د.جريو بأن المناسبات السياسية، خاصة الانتخابات البرلمانية، لها دور كبير في انتشار ورواج الخصومات الثأرية، مثمناً دور الأجاود في حقن الدماء ونشر التسامح بين المتخاصمين، فضلاً عن تحملهم أعباء مالية وبدنية من أجل إتمام المصالحات
(. وكانت الندوة بدأت بكلمة من مدير مجمع اعلام قنا، يوسف رجب نوه فيها بإن الخصومات الثأرية كانت ومازالت من أكبر معوقات التنمية في الكثير من قرى قنا، لذا كان لابد أن من دق ناقوس الخطر للتحذير من تنامى وانتشار هذه الظاهرة، وحشد الجهود لمواجهة مثل هذه الظواهر السيئة، خاصة في ظل المبادرات الرئاسية التي تسعى لتغيير طبيعة الحياة بالقرى،
واضاف يوسف رجب بأن قطاع الاعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات يسعى من خلال حملة "أيد في ايد..هننجح أكيد" للتعريف بالمبادرات الرئاسية والتأكيد على الجهود المبذولة من قبل الدولة لتغيير ثقافة المجتمع تجاه بعض القضايا بما يساهم في بناء الإنسان
(. ثم تحدث . صاحب الضيافة العمدة محمود غلاب، عمدة المقربية، الذي ركز في كلمته على دور لجان المصالحات في وأد الكثير من الخصومات الثأرية، وتحملهم الكثير من الأعباء لإتمام المصالحات، ونشر الأمان بين الأهالى، بمساعدة الجهات الأمنية، التي تحاول القضاء على مسببات الثأر والحد من الخلافات، بالتعاون مع أعضاء لجان المصالحات،
(. وبين العمدة محمود بأن والده المغفور له بإذن الله العمدة غلاب كان له دور رائد في إنشاء المدرسة الرابعة للمصالحات والقضاء على الخصومات الثأرية، والتي ساهمت في التخفيف من تعقيدات المصالحات الثأرية التي كانت تتم في الفترة الماضية.
(.ونوه رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قوص ياسر حمادي في كلمته بالندوة بأن الدولة لها دور كبير في التصدي للخصومات الثأرية، كونها تؤثر على منظومة التنمية التي تشهدها البلاد، لافتاً إلى أن حياة كريمة والمبادرات الرئاسية لها دور في مواجهة والحد من الخصومات الثأرية، ومبادرة بداية التي تسعى لتوعية المواطنين بالقضايا المختلفة، فضلاً عن حرص الدولة على تقوية دور اللجان العرفية لإنهاء النزاعات والخصومات بين المواطنين.
(. وقال الدكتور عمرو الهوارى، مدير إدارة أوقاف قوص، إن الوقاية خير من العلاج، لذا لابد أن يتكاتف الجميع لإنهاء الخلافات بين العائلات، قبل أن تتفاقم وتتحول إلى خصومات ثأرية يكون نتيجتها سفك الدماء دون وجه حق، والتي تنتج عن اختلافات وأمور لا تستحق أن تسفك من أجلها الدماء، متمنياً أن يكون هناك دور أكبر للعمد والقيادات الطبيعية في وأد الخلافات قبل تفاقمها.
(. وشدد أحمد جابر، مدير قصر ثقافة قوص، بأن الثقافة لها دور كبير في مواجهة الخصومات الثأرية والعادات السيئة بالمجتمع، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة نفذت العديد من الفعاليات التي تحارب ظاهرة الثأر في الصعيد