جودة أبو النور يكتب: أتمنى ألا يكون التغيير من أجل التغيير في الرياضة يا حكومة

ظل اختيار وزير الشباب والرياضة من بين أساتذة التربية الرياضية حلما يراود أعضاء هيئة التدريس في كلياتها والمنتسبين إليها لمدة ثمانين عاما لاسيما وأن عدد كليات التربية الرياضية أصبح حتى الآن 27 كلية في ربوع الجمهورية . كما ظلت إدارة ملف الشباب والرياضة برؤية المدير لا الخبير هي الطابع الغالب في الحقب الماضية و مثار انتقادات واسعة ومستمرة دفعت الرياضة المصرية والشباب المصري ثمنها باهظا. وافتقدت الرياضة المصرية خلالها إلى الرؤية والإستراتيجية والتطبيق المبني على العلم، فمرت الرياضة بفترات صعود وهبوط تعايشنا معها ولم ننتبه لخطورتها فكنا إذا ما حققنا انجازا بالغنا في الاحتفاء به ونفس الحال نبالغ في جلد الذات في الإخفاقات دون أن نشعر بهذه الدوامة .

وفي السنوات الأخيرة فطنت القيادة السياسية إلى هذا الأمر ـ رغم كل التحديات ـ وأدارت حقيبة الشباب والرياضة برؤية الخبير لأول مرة ليتولى وزارة الشباب والرياضة متخصص يعمل في المجال الأكاديمي كأستاذ بالجامعة ومارس الرياضة لاعبا وتقلد مهاما رياضية كمسئول خبر الإدارة الرياضية نظريا وعمليا وهو الدكتور أشرف صبحي ـ الذي كان اختيارا صادف أهله من وجهة نظري ـ فمنذ توليه المسئولية عمل على محاور كثيرة تخص الشباب وأيضا رياضة الممارسة ورياضة البطولة والبنية التحتية والمؤتمرات العلمية والدبلوماسية الرياضية والمبادرات والاستثمار وغيرها فأصبحت الفعاليات التي تدشنها الوزارة تتعدى أيام العام ولم تعد هذه الأعمال مقصورة على القاهرة بل شملت جميع المحافظات لاسيما المحافظات الحدودية حيث تسافر الوزارة إلى الشباب ولم تعد تنتظرهم كما كان الحال في الماضي وعملت الوزارة أيضا جماعيا مع والوزارات الأخرى ذات الصلة فكان منطقيا وحتميا ومتوقعا هذه الإنجازات الرياضية التي لا يتسع المقال لذكرها.

وفي رأيي ما كانت هذه الإنجازات لتتحقق لولا إيمان القيادة السياسة بأهمية وقيمة الشباب وأن الرياضة أسلوب حياة والاستقرار الوزاري والإدارة بالأهداف .فلم يعد تغيير الوزراء لمجرد التغيير ـ وأرجو ألا يكون كذلك في المستقبل ونحن نترقب ميلاد الحكومة الجديدة ـ مع الوزراء الذين نجحوا في مهمتهم لا يؤخذ عليهم سوى استمرارهم في مناصبهم لفترات زمنية طويلة نسبيا.