عيد فؤاد يكتب: الجبلاية زرعت الفتنة، والأهلي ”يؤدب” بيراميدز والشيبي

تلاحقت الأحداث بشكل أسرع مما كنت أتخيل، في أعقاب الحكم الصادر بحق لاعب النادي الأهلي حسين الشحات، والذي قضت به محكمة جنح مدينة نصر أمس الأول الخميس، برئاسة المستشار محمد مبارك، والذي نص على معاقبة اللاعب، بالحبس سنة مع إيقاف التنفيذ لمدة 3 سنوات، وتعويض مدنى 100 ألف جنيه، مع حرمانه من عضوية أي هيئة رياضية لمدة 5 سنوات في اتهامه بالتعدي على المغربي محمد الشيبي لاعب نادى بيراميذر، أثناء المباراة التي جمعت بين فريقهما في الجولة الـ 28 لبطولة الدوري الممتاز الموسم الماضي.

الشيبي اتهم حسين الشحات في بلاغه الذي أسفر عن سجن الأخير مع إيقاف التنفيذ في حكم أول درجة، بالبلطجة والضرب والسبّ والقذف والإهانة والترويع، فضلًا عن التهديد بالإيذاء الجسدي، مما ترتب عليه إيذاء نفسي وجسدي عقب نشر فيديوهات بشأن واقعة الصفع على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

هذه الواقعة التي تعد الأولى من نوعها في الملاعب المصرية كان شرارة اندلاعها منذ اللحظات الأولى مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي "الفاشل" برئاسة جمال علام، الذي يعد هو المسئول الأول عن زرع الفتنة والسبب في الحكم الصادر بسجن الشحات، بعدما فشل في القيام بالمهام المنوط بها على الوجه الأكمل، ولم يستطع وأد الفتنة في مهدها، وسمح لبيراميدز بتسويف القضية، على الرغم أنه، أي الاتحاد كان بإمكانه استدعاء اللاعبين مبكرا لمقر الاتحاد وإجراء تحقيق فوري معهما، وبعدها يقرر معاقبة المخطئ، بدلا من "تنييم" الأهلي تحديدا والذي كان قد حصل على وعد بإنهاء القضية قبل أن يصدر فيها الحكم السالف ذكره مما تسبب في تعقيد الأمور بشكل اكبر وساهم في زيادة حالة الاحتقان بين النادي الأهلي" مجلس إدارة، ولاعبين، وجماهير" من ناحية، وبين بيراميدز من ناحية أخرى .

والغريب في الأمر ان الجبلاية تدخلت في الموضوع بعد "خراب مالطة"، وحرص مجلسها الموقر على عقد اجتماع طارئ وإصدار قرارا بمعاقبة محمد الشيبي بالإيقاف 6 مباريات وغرامة 100 ألف جنيه لترضية النادي الأهلي !!، ولا نعلم تحت أي بند صدرت هذه العقوبة؟، ولماذا لم تصدر مبكرا ؟

اتحاد الكرة كان قد حاول مرة واحدة فقط استدراج بيراميدز لإقناع لاعبه الشيبي بعقد جلسة مصالحة مع حسين الشحات لاعب الأهلي الذي اعتذر للشيبي بحضور هاني سعيد، ثم اعتذر بعد ذلك عبر وسائل الإعلام، كما تم توقيع غرامة مالية كبيرة عليه من قبل النادي الأهلي، ثم عاقبه اتحاد الكرة بالإيقاف مباراتين وغرامة 20 ألف جنيه .

المثير للدهشة في هذا الموضوع أن ممدوح عيد المدير التنفيذي لبيراميدز، وهاني سعيد المدير الرياضي للنادي كان لهما رأيا آخر، حيث تلقيت معلومة مؤكدة تشير إلى تحريضهما اللاعب على عدم الاستجابة لأية محاولات "للم" الموضوع، وشجعاه على الاستمرار في مقاضاة لاعب الأهلي للحصول على حقه كما زعما، ضاربين باللوائح عرض الحائط، غير عابئين بعواقب الحكم الصادر على الكرة المصرية مستقبلا، وخصوصا أن الأهلي قد قرر الرد على ذلك بالتصعيد على كافة المستويات، القضائية بالاستئناف على الحكم، والرياضية الممثلة في CAF ، وFIFA

وأيضا محكمة" كاس" الدولية، وقلب الطاولة على الجبلاية بمن فيها، مع "تأديب" ممدوح عيد، وهاني سعيد، بل والشيبي نفسه .

ووسط هذه الأحداث المتلاحقة، هناك العديد من علامات الاستفهام تطرح نفسها، وتحتاج إلى إجابة عليها، فمثلا لماذا لم يتدخل وزير الشباب والرياضة د. أشرف صبحي من البداية لحل الأزمة مثلما سبق وتدخل من قبل وسمح لنفسه بالجلوس مع اللاعب التونسي فرجاني ساسي لاعب الزمالك الأسبق ومحاولة إقناعه بالتجديد للزمالك، على الرغم أن ذلك ليس من مهامه ؟

ولماذا لم يتدخل أيضا هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي بالاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم لحلحلة الموضوع، بحكم علاقته القوية بفوزي لقجع رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم وزميل أبو ريدة في الكاف والفيفا ؟

الحقيقة المؤكدة أن الصورة سوداوية وتنذر بعواقب وخيمة، على العلاقات بين الأهلي من ناحية، وبينه وبين بيراميدز والجبلاية من ناحية أخرى، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التكاتف، حرصا على مصلحة الكرة المصرية التي تخوض العديد من التحديات المهمة خلال الفترة القادمة، على صعيد المنتخب الأوليمبي الذي يشارك في أولمبياد باريس ، والمنتخب الأول الذي يخوض تحديا من نوع آخر، بحثا عن الوصول لكأس العالم 2026 .