الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : قنا ” ست الحبايب يا حبيبة…ب”الثلاثة”

(. لك المجد "قنا" يا موطن احلامي ومرتع طفولتي وصباي وشبابي ومن حقك ان تفخري وتفرحي في عيد"ست الحبايب" بان من اجمل واحلى واوروع الأشعار والاغاني عن الام خرجت منك عن طريق قريحة اولادك ومنهم المبدعون عبدالرحمن الابنودي وعبدالرحيم منصور وأمل دنقل رحمهم الله واسكنهم فسيح جناته

(. اي عبقرية لهذه البلد قنا"احلى ام"التي ركع لها الزمان ومنحت اولادها عبقرية المكان،القبلة الاثيرة، التي محبتها أعلى درجات التصوّف، لانها ليست بقعة على خريطة وانما خطًّا نورانيًّا في سماء الكون فليس هناك ما يعادل تأثير سماع اسمها على الإحساس، فيتحول الي نهر متدفق تجري فيه الألفاظ سخيّة ليس فيها كلمة ناشز ولا نغمةغريبة، ولا مقاطع نافرة.

(. فهي كنز لا يفنى ونور يضيء دروبها الساحرة ، التي عجزت الزمن عن تفسير خلودها ، ذِكْرُها يليّن الصخور وعزيمتها تُروّض الوحوش، فهي ربّة الجمال وموطن التهذيب وساحة الذوق والأخلاق .

(. عبدالرحمن الابنودي كتب اغنية "امايا"التي غناها محمد حمام اجمل اصوات طبقة القرار الموسيقية في العالم كمقدمة لمسلسل الام الاذاعي . تميز صوت وطريقة أداء محمد حمام بحمل العديد من الثقافات المتداخلة فمن الممكن أن ترى في صوته الشكل الغنائي الصعيدي أو النوبي أو الأفريقي أو البدوي فكان تميز صوته وأدائه سببا هاما في التفاف الجمهور حوله وكان صوته مشاركا لكفاح الجيش المصري من خلال أغنياته والتي كانت أشهرها يا بيوت السويس.

(. وتقول كلمات اغنية"الأم" :أمايا يا مايا يا مه

يا خضرة منبتة جوه شقوق الروح يا امه

يا توبي ولحمي وستري وغطايا

يا رغيفي وضليلتي وشمسي وهمسي وندايا

يا ساكنة جوايا في الحتة اللي بيعلى منها ضحكي وبكايا

ابنك الغريب يا مه.. ع درب الغريب يا مه

بتدور جروحه يا مه.. على بيت الطبيب

يا أحن الأطبا عليا يا مه

يا بحر الأمان الواسع اللي مالوش نهاية يا مه

أمايا يا مه

(. وعبدالرحيم منصور كتب اغنية"أمي"لشادية "دلوعة السينما" ومصدر سعادة لكل من حولها، والتي

كانت ابتسامتها جزء من ملامحها ، التي أحبها الجمهور بسبب طلتها الرائعة، وموهبتها الفريدة في التمثيل والغناء.

(. وتقول كلماتها: أمي حبيبتي يا أمي

ضميني دوبيني غرقيني في الحنان

خديني طهريني و اغسليني من الأحزان

يا أصل الكون يا طاهرة يا جنة الإنسان

الدنيا ما تسوى حضنك و لا يسواش الزمان

أنا في حضنك يا أمي بأحس بالأمان

أيوه بأحس بالأمان

قوليلي و طمنيني عن رحلة الطريق

دفيني و نوريني بكلامك البريء

يا بحر الحلم الواسع يا سفينة النجاة

لولاك ما يبقاش معنى ولا نبض للحياة

مشواري بدايته انتِ و انتِ منتهاه

أيوه منتهاه

نادي لي شاوري ليا اهمسيلي بالعيون

تلاقيني بين ايديك نغم دافي حنون

يا نغم من القلب طالع مع طلعة النهار

يدعيلنا بالسلامة و يهون المشوار

مهما بنكبر ياأمي لسه في عينكي صغار

أيوه لسه في عينكي صغار

(. امًا الشاعر الذي يعد إمام شعراء التمرد في العالم أمل دنقل فكتب قصيدة عن الأم هزت المشاعر حيث مزج فيها بين الأم الصغري (والدته نجفة أبوالحسن صويني)والأم الكبري (مصر) قائلا، : أريج من الخلد .. عذب عطر وصوت من القلب فيه الظفر وعيد لـه يهتف الشـاطئان وإكليله من عيون الزهر... ومصر العلا .. أم كل طموح.. إلى المجد شدت رحال السفر وأمي فلسطين بنت الجـراح ونبت دماء الشهيد الخضـر يؤجـج تحنانهـا في القلوب ضرامًا على ثائرها المستمر.

وأمل دنقل كان ابرز ما يميزه بجانب قصائده العبقريات

هو الالتزام بقضايا الأمة في كل مواقع جغرافيتها الممتدة على مساحات التاريخ العربي الواسع. لقد انتصر لأمته حتى في هزيمتها، وآمن بأن الأمة ستضمد جراحها؛ لكنه يرى أن تضميد هذه الجراح لا يكون إلا بعد سيلان الدم والمعاناة والشهداء والفقراء، فالأمة لا تنتصر إلا بعد الفجائع. وإذا كان الشاعر لم يعش حياة انتصار الأمة فإن شعره كان يلتمع ببروق النصر التي يجب أن تأتي. كان التفاؤل عنده أعلى من التشاؤم على الرغم من مرارة الزمن، ومرارة الهزائم. ألفاظ الشاعر كانت تتكرر باتجاه الخلاص من الهزائم والانتصار، وإن كان لم يأتِ في زمنه .

(،فما أروع ان تتجول بين شوارعها وحواريها وازقتها ودروبها ا التي تعرفك وتحنو عليك قبل ان تعرفها، و تشتبك فيها بعناق حميم مع وجوه الناس الطيبة في الروح والجميلة في السريرة.