د. محمود ابوعميرة يكتب همس المشاعر وجمال الروح


مخطئ من يظن ان الفقر في حياتنا هو فقر الجيوب وانما الفقر الحقيقي في هذه الدنيا هو فقر القلوب التي تخلو من الحب والمشاعر الرائعة، فالجيوب الخاوية قد تمتلئ بالمال يوما ما اما القلوب الخاوية من الاحساس ومعاني الحب الجميلة فمن الصعب ان تمتلئ بالمشاعر والاحاسيس الصادقة.
والانسان في اصله قلب ينبض ويشعر وهو مصدر الاحاسيس والمشاعر وسلوك المرء في طبيعته وفق ما اورده علماء النفس يبدا بالاحساس ثم يترجم العقل هذا الاحساس والشعور الى تفكير وادراك ويحوله الى سلوك انساني اما بالحب او بمشاعر اخرى.
وعلى ذلك فالانسان الذي يصعب عليه بالاحساس بالاخرين وبمعاني الحب فهو شخص لا يمكن ان يكون على قيد الحياة التي تعكس معاني الانسانية في حقيقتها.
فقيرة تلك القلوب التي تجافي ولا تحب لان مجرد عدم الشعور بالحب حرمان للقلوب من احمل ما يحييها وينعشها، فالقلب الخاوي من الحب تماما كالحديقة التي تساقطت اوراق اشجارها وذبلت ورودها على اغصانها وغادرها عطرها وشذاها فأصبحت بحق خاوية على عروشها لا قيمة لها.
والقلوب التي لا تشعر ولا تحب هي قلوب ميته وان كانت تنبض بالحياة وغربة الانسان الحقيقية في هذه الحياة ان يعيش وهو لا يدرك معاني الجمال ومشاعر الحب الرائعة، اما القلوب التي تحب فهي التي تدرك الحياة بمعناها الحقيقي فتحية لقلوب عرفت معنى الحياة وعاشت روعة الحب.
وعندما نحب ونتذوق مشاعر الحب نسأل انفسنا عن الاشخاص الذين نحبهم هل كنا نعرفهم من قبل ام اننا ولدنا عندما عرفناهم وحينها ندرك حقا ان الارواح عندما تحب لا تملك حق الاختيار فجمال الحب الحقيقي ينبع من جمال الروح لان جاذبيتها لا تنتهي ولا ينطفئ بريقها، فالروح تظل شابه مهما شاب الجسد وهرم خفتها وجمالها هي صفة الاصحاء نفسيا وجسديا وهي انعكاس لاشراقة النفس والقلب.
ان اجمل ما في هذه الحياة ان تجد قلبا يشعر بك ويدق على دقات قلبك ليبعث فيه الامل وحرارة الشوق وروعة اللقاء، فاحيانا يمر بعض الاشخاص في حياتنا قدرا فيصبحون اغلى ما في حياتنا واجمل من يسكن قلوبنا،
واذا كان لكل إمرأة عطرها الخاص بها والذي يميزها فان هناك إمرأة ربما تأتي بالعمر مرة واحدة فتكون مزيج من جميع النساء بكل جمالهم المتنوع
وكأنها تحمل بداخلها جميع العطور وكأن نساء العالم إجتمعوا فيها،
فهي إمرأة لا تتكرر. في الحياة ربما يأتي بعدها الكثير. ولكن تبقى هي فقط لا مثيل لها.
وتلك همس المشاعر الصادقة الرائعة التي لا تعرف المجاملة.