جودة أبو النور يكتب : الحقائق الثمانية في الخروج المهين من ”كان” للفراعنة


مما لا شك فيه أن خروج المنتخب الأول لكرة القدم من كأس الأمم الأفريقية من دور ال 16 كان حتميا ومنطقيا ومتوقعا لأن فاقد الشيء لا يعطيه فلم يكن المنتخب المصري قادرا على السبق في التسجيل خلال المباريات الأربع حيث كان المنافسون يتقدمون في تسجيل الأهداف ومن ثم يدرك الفراعنة التعادل وإن تقدموا مرة لا يحافظون على هذا التقدم ولهذا جاءت نتائج المباريات الثلاث الأولى بالتعادل الإيجابي بهدفين في كل مباراة أمام موزمبيق وغانا والرأس الأخضر وكانت النتيجة في المباراة الرابعة أمام الكونغو التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق في الوقت الأصلي والاضافي ثم حسمها منتخب الكونغو بضربات الترجيح بثمانية أهداف مقابل سبعة أهداف للفراعنة لنكتشف الخلل الدفاعي الكبير وإذا ما تحلينا بالهدوء من الممكن أن نسرد هذه الحقائق المتعلقة بهذا الخروج المهين من البطولة التي تهيمن مصر على عدد مرات الفوز بكأسها سبع مرات والحقيقة الأولى أنه عندما تخطط ليكون لك منتخب قوي فهذا يعني أن تكون المسابقات المحلية قوية من خلال انتظامها ووضوح لوائحها وتكافؤ الفرص فيها بين الفرق بها ولاسيما العدالة في التحكيم التي تصنع الفارق في المقام الأول وإذا ما نظرنا إلى الدوري المصري والكأس وكأس الرابطة والسوبر المحلي نجد أن العدالة غائبة في إدارة هذه المسابقات فمن غير المعقول أن يهيمن نادي واحد على كل هذه الألقاب لاسيما وأن قوامه الأساسي يقوم على شراء اللاعبين البارزين في فرق المنافسين
أما الرافد الثاني للمنتخبات فهو المحترفون والحقيقة أننا لا نملك الكم ولا الكيف من اللاعبين المحترفين مقارنة بالدول الأفريقية فنحن لا نشجع الاحتراف بل نسعى دائماً إلى استعادة من ينجح في هذه التجارب بدلا من أن نطور تجربته والأمثلة على اللاعبين العائدين من الاحتراف كثيرة بل أحيانا نستغل احتراف اللاعبين كوسيلة للتعاقد معهم بعيدا عن أنديتهم المحلية
أما الحقيقة الثالثة في إخفاق المنتخب هذه المرة هي طريقة التعامل مع الأزمة التي نشبت حول إصابة محمد صلاح ثم عودته إلى ناديه ليفربول فقد وقع الكثيرون في الفخ وتحاملوا في نقد محمد صلاح بطريقة فاقت الاحتمال ولم يدرك الكثيرون أن حروب الجيل الرابع والخامس سلاحها السوشيال ميديا وهو ما جعل المنتخب يتصدع بهذه الطريقة ونسى النقاد أن مقارنة محمد صلاح في ناديه ومع المنتخب ظالمة لاختلاف العناصر التي يلعب معها صلاح ونسوا أيضا أن صلاح كان يقدم الحلول في المواقف الصعبة للمنتخب ويتضح ذلك من الفرص المحققة التي لاحت للمنتخب ولم تستغل أمام الكونغو لكل من زيزو ومحمود حمادة ومرموش ومصطفى محمد كانت كفيلة بترجيح كفة الفراعنة .
أما الحقيقة الرابعة وهى المدرب فيتوريا نفسه فهو لم يخض تجربة لتدريب أي منتخب قبل الفراعنة ولم يدرب ناد عربي أو أفريقي من قبل ولهذا لم يكن لائقا على الإطلاق من الوهلة الأولى لأنه غير مؤهل ولا تكون هذه الأمور مقبولة عندما تتعاقد مع مدرب أجنبي لمنتخب كبير بحجم وتاريخ الفراعنة لاسيما وأن راتبه الشهري كبير جدا فقد فشل في إدارة مباريات البطولة حتى ضربات الترجيح نفسها فقد دفع بمحمد أبوجبل لتسديد وهو أبدا لم نشاهده يسدد في المسابقات المحلية من قبل ودائما ما يكون اللجوء للحارس الخيار الأخير فقد أشرك فيتوريا مهند لاشين لهذا الغرض ولم يعتمد عليه .. عموما قد يكون منح الفرص لمدربين جدد مقبولا إذا ما كنت تخطط لاكتشاف مدرب وطنى كما حدث في المغرب مع وليد الركراكي وكما حدث من قبل الكابتن حسن شحاتة .
أنا الحقيقة الخامسة وهى طريقة اختيار قائمة المنتخب التي لم تكن عادلة فتم اختيار لاعبين من باب المجاملة مثل اختيار محمد صبحي وأحمد الشناوي وغيرهم ممن لا يشارك مع ناديه وهو ما يقتل التنافس والحوافز لدى اللاعبين للفوز بفرصة تمثيل المنتخب .
أما الحقيقة السادسة فهى الطريقة التي أتى بها المجلس الحالي لقيادة اتحاد الكرة فقد تم غلق كل الأبواب أمام المنافسين ليجد هذا المجلس نفسه على مقاعد الجبلاية دون عناء ولهذا لم يعبأ بالحساب ووضح هذا في اختياره للأجهزة الفنية للمنتخبات التي تمت أيضا بالمجاملة ولهذا لم تحقق كل المنتخبات أي شيء باستثناء المنتخب الأولمبي وزاد الطين بلة عدم تفاعل مجلس الجبلاية مع الإعلام وغلق الأبواب غير عابئا بالنقد والاستفادة منه .
أما الحقيقة السابعة أنه لابد من الحساب ومن أخفق عليه تحمل المسئولية فلابد من رحيل الجهاز الفني الحالي وأن يقدم مجلس الجبلاية استقالته لأنه أخفق أيضا ليس مع المنتخب الأول ولكن مع منتخبات الشباب والناشئين والكرة النسائية والشاطئية دون التلويح باللجوء إلى الفيفا كما يحدث كل مرة من جانب أعضاء الجبلاية
أما الحقيقة الثامنة فيجب تشكيل لجنة فنية قوية من المختصين لاختيار مدير فني جديد للفراعنة ولا يترك الأمر أبدا لشخص واحد في مجلس الجبلاية كما حدث هذه المرة وإذا كان المدرب أجنبيا أو وطنيا فالمعيار هو السيرة الذاتية وليس الأهواء حتى في اختيار الجهاز المعاون لابد أن تطبق نفس المعايير.