السبت 18 مايو 2024 05:28 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : غلطان بالنمرة...وبيتي ب”شارع الحمرا

النهار نيوز

إنها السادسة صباحا في العاصمة اللبنانية بيروت وها هو شارع الحمراء التاريخي "شانزليزيه الشرق".يعيش لحظاته اليومية الأولى التي تمتليء بأبواق السيارات وأحاديث المارة وزحمة أصحاب المحال التجارية وأيضا أصوات أصحاب أكشاك الصحف والمجلات وهم منهمكون في عرضها بإنتظار الزبائن الدائمين.

وشارع الحمرا يستقطب عشاق السهر والرقص ومن يبحثون عن الترفيه والترويح عن النفس.في ملاهيه ومطاعمه المتنوعة ومقاهيه مثل "المودكا" و"الويمبي" و"الكافيه دو باريس" و"الهورس شو" و"إكسبريس" و"مانهاتن" و"نيغرسكو" و"إلدورادو" و"ستراند" التي شكلت ملتقى الشعراء والمثقفين واليساريين، ومنهم محمد الماغوط ومحمود درويش وعمر أبو ريشة وإنسي الحاج ومحمد الفيتوري ونزار قباني وبلند الحيدري وغيرهم المئات من الكتاب والشعراء والأدباء اللبنانيين والعرب، والذي غنت له صباح صبح "غلطان بالنمرة...أنا مش بيضا ولا سمرا أنا حنطية وعندي اولاد...وعندي جوزي بيهوى بلادو..وبيتي بشارع الحمرا "

وقيمة الشارع الذي اكتسب اسمه من عائلة الحمرا التي استوطنت المنطقة منذ مطلع القرن الخامس عشر، والذي يبلغ طوله 1300م الذي اكتسب شهرته من مقاهيه التي كانت منتشرة على جانبيه وأعطته طابعه الخاص، "جاءت من تنوعه الهائل" حيث ابدأ كزقاق عرف باسم "زقاق الحمرا" في العام 1898 بعد أن كان اسمه "خندق ديبو" ويسكنه مزارعون وصيادو أسماك

واكشاك الصحف الحقيقية لم تولد في بيروت بل هي منقولة عن أرقى عاصمة في أوروبا باريس التي كان يطلق عليها لقب أم الأكشاك. وأكشاك الصحف في بيروت تكاد تكون نسخةطبق الأصل من أكشاك باريس و في سبعينيات القرن الماضي برز الباعة المتجولون في شارع الحمراء وجواره. ولان عددهم كان قليلا كانوا يعملون بنشاط كبير وكانت تربطهم صداقة متينة مع الزبائن."

وإرتبطت هذه الأكشاك التي يرى البعض ان لا غنى عنها بتاريخ الشارع وذكرياته وأيام عزه غير أن عددها إنحسر لاسيما في ظل إقتحام التكنولوجيا حياة الشبان بسرعة والتي يعتبرها البعض مقلقة بعض الشيء.

ويعرب أصحاب الأكشاك عن خشيتهم من إنقراض هذه الخدمة إذا إستمر الحال على ما هو عليه لا سيما وأن قراء الصحف والمجلات الذين يقصدونها هم في غالبيتهم من المسنين الذين ما زالوا يتعاملون مع الصحف وكأنها الحبيبة الاولى.

الحمراء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت مختلفة تماما عما آلت اليه اليوم. كان الناس يتعطشون لمعرفة الخبر. لم يكونوا في وارد التكنولوجيا. اليوم وحده المسن يعرف قيمة الاكشاك ويحافظ عشرات منهم على نمط التفكير عينه.