الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : يا سيسي ...نريد زمنك المنتظر

نحن لا نريد من أحد ان يدعي انه المخلص، وانه الامل وانما نريد من يخرجنا من جلالبيب الماضي ،وخرف الذاكرة .افعلها في العام 2024 ولا نريد منك غيرها ، فالامر في منتهى البشاعة ، والظرف قاس والشعب لايطلب منك النجوم ، وانما يأكل المحروم ،و ينصف المظلوم ،و يسعد المهموم، وترضع الامهات الاطفال.

افعلها واقتلع شجرة الفساد ،لان تقليم بعض أغصانها في الواقع لا يؤدي إلا إلى سرعة نموها وترعرعها ،عندها بعد ان تخمد النار، وتصبح زمرة الأشباح الضالة جذوع خاوية محشوة بالهواء، عندها لن يعد للثعابين، ولا الفئران، ولا العقارب، ، ولا الكلاب من وجود، ولا حضور.عندها سوف تكون مصر التي في خاطري وفي دمي، وقتها يبدأ زمنك الذي انتظرته.

إن قوة المواقف قد تكون مأخوذة من قوة الحياة، لا من قوة الأفكار؛ وقوة الأفكار مأخوذة من قوة الحياة وليس العكس ، والبطولة هي التي تصدر عن عقل متفوق آمن بأفكار متفوقة، وليس في الوجود كلِّه قوة أقوى من قوة الفكرة العظيمة فلذة الألم في سبيل الفكرة الكبيرة أكبر من الألم نفسه.

لقد جربنا الذين تمرسوا في التضليل واستعملوه للوصول إلى أهدافهم فأكسب أغلبهم مقدرة خيالية للتلون حسب مقتضى الحال وللظهور ببشاشة مصطنعة ولاختيار المنمق من الكلام ومعسوله للايهام بوطنية منقطعة النظير، واختلاق بطولات وهمية لمحاولة تبرير العمل ضمن منظومة الفساد .

ما يفوق الخمسون عاماً و مصر تعاقبت عليها أفكار البلاهة والندامة والبؤس و تعاقب علي وزاراتها وادارتها المسؤولون من كل لون و نوع ومن كل حدب وصوب ، عقدوا الندوات والمؤتمرات ووقعوا المعاهدات واطلقوا التصريحات المبهجة فسقوا الشعب من خمر أفكارهم فسكر الى حد الثمالة لكنه في النهاية قبض الريح وملىء المفسدون جيبوهم بعدما قضى كل واحد منهم وطره و تقيئ على جسد مصر الطاهر.

رحل مبارك بعدما قدم لمصر في سنوات حكمه الاخيرة كل قبح الأفكار و نتانة الفعل و بشاعة اللسان ،وجاء تجار الدين بذات الأفكار القبيحه و الفعل النتن و اللسان البشع ولكنه زادوا الطينة بلة عندما تركوا الحابل على الغارب لهؤلاء الذين جاءوا من ظهور المضللين ومن أرحام القساوة ومن حيث يأتي كل قطاع الطرق ،من عمق أجحار الأفاعي ، فكمموا فاه المحروسة وقطعوا كبدها وباعوا رئتها

لقد حاول المفسدون تغيير الكثير من المفاهيم، فحاولوا تبرير سرقة المال العام وتصوير السرقة على أنها انتزاع الحق المنزوع وباعتبار أن المال ضائع لا محالة بتبذيره من قبل الطغمة الحاكمة

ان الشعب له كل الحق في ان يعرف الحقيقة بهدوء وبصدق بعيداً عن الشعارات…اهلا بك رئيسنا لفترة ثالثة

.