الخميس 9 مايو 2024 10:24 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

دنيا ودين

السلطان الحنفي.. قطب مصر وصاحب الكرامات الظاهرة

احمد الجعفري
احمد الجعفري

كتب-أحمد الجعفري

هو شمس الدين محمد الحنفى، ولد يتيمًا سنة 775 هجرية، وحفظ القرآن في الكُتاب، ودخل الخلوة وهو ابن 14 عاماً، وظل فيها 7 أعوام، قبل أن يخرج إلى الناس ويذيع اسمه وتُعرف أحواله.

كان «الحنفى» صاحب كرامات ظاهرة، منها ظهور البئر في مسجده، الكائن بوسط القاهرة بجوار السيدة زينب، وتحول الفضة إلى ذهب، وقضاء الدين عن أصحابه، وإيفائه عنهم، ومن أبرز أئمة الصوفية في مصر، وكان له دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية.

الحنفي هو القائل: «الفقراء ما عندهم عصا يضربون بها من أساء الأدب في حقهم، وما عندهم إلا تغير خواطرهم». كان ظريفاً، جميلاً في بدنه وثيابه، والغالب عليه شهود الجمال، وهيئة السلاطين، لذلك كانت شهرته «السلطان».

سُئل السلطان عن الولى فقال: «هو من قال لا إله إلا الله وقام بشروطها، وشروظها أن يوالى الله ورسوله بمعنى يوادد الله بشهادته له بالوحدانية، ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة». وُلد يتيم الأب والأم، سنة 775 هجرية، وحفظ القرآن في الكُتاب، قبل أن يبيع الكتب في السوق، مر به رجل فقال له «ما للدنيا خُلقت»، فدخل الخلوة وهو ابن 14 عاماً، وظل في خلوته 7 أعوام، قبل أن يخرج إلى الناس ويذيع اسمه وتُعرف أحواله.

ابتلاءات الحنفى

تعرض «شمس الدين الحنفى» خلال حياته للعديد من الابتلاءات، منها المرض الشديد الذي استمر معه لمدة سبع سنوات، ولم يشكو منه أو يتذمر، بل كان دائم الشكر والرضا بقضاء الله تعالى.

وعلى الرغم من ذلك، لم يطلب «الحنفى» رفع البلاء عنه، بل طلب من الله تعالى أن يبتليَه بمزيد من الابتلاءات، ومنها:

• النوم مع الكلاب: فكان يروى عنه أنه قبل وفاته بأيام، كان لا يغفل عن البكاء ليلاً ولا نهاراً، وغلب عليه الذلة والمسكنة والخضوع، حتى سأل الله تعالى أن يبتليه بالنوم مع الكلاب، فاستجاب الله تعالى لدعائه، ودخل له كلب فنام معه على الفراش ليلتين.

• الموت على قارعة الطريق: فمات «الحنفى» على طرف حوشه والناس يمرون عليه في الشوارع، دون أن يُعرف حتى وفاته.

وهذه الابتلاءات تدل على عظمة مقام «الحنفى» عند الله تعالى، وقرب منزلته منه، فقد أراد الله تعالى أن يرفع قدره بين عباده، وأن يجعله مضربًا للمثل في الصبر والرضا بقضاء الله تعالى.

توفى «شمس الدين الحنفى» سنة 847 هجرية، ودُفن في مسجده بمنطقة السيدة زينب، الذي يُعد من أشهر مساجد مصر.

ورغم وفاته، إلا أن أثره مازال يمتد حتى يومنا هذا، وذلك من خلال كراماته التي ظهرت بعد وفاته، والتي تدل على مكانته العالية عند الله تعالى.

ويروى الشيخ طلحة المدفون بمنشية البكرى تفاصيل آخر اجتماع بينهما قبل وفاته، حيث قال له «الحنفى»: «يا طلحة خرج من زاويتى 400 ولى على قدمى، كلهم داعون إلى الله تعالى، وأصحابنا بالمغرب كثير وبالروم والشام أكثر، وأكثر أصحابنا باليمن وسكان البرارى والكهوف والمغارات».

وهذا يدل على أن «الحنفى» كان له دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية، حيث خرج من زاويته العديد من الأولياء الصالحين الذين عملوا على نشر الدين الإسلامي في مختلف أنحاء العالم.

كما يأتى إلى قبر «الحنفى» حتى يومنا هذا زوار من مختلف الأقطار، يقرأون الفاتحة، ويتبركون به، وبماء البئر أسفل مسجده، ويوضح «الحنفى» أن دوره ممدود بعد وفاته، حيث قال: «من كانت له حاجة فليأت إلى قبرى ويطلب حاجته أقضها له فإن ما بينى وبينكم غير ذراع من تراب».

احمد/الجعفري