الكاتب خالد طالبي يكتب: ما هو موقعنا علي خريطة التحضر؟!

هل نحن كعرب من الشعوب المتخلفة ؟!
أم نحن من الشعوب المتقدمة ؟!
هل موقعنا يقع في المنتصف بين الشعوب المتخلفة والشعوب المتقدمة ؟
وهل تعجز الدول العربية عن تطوير مجتمعاتها. أو من الممكن أن يكون السؤال: لماذا تعجز الدول العربية عن تطوير مجتمعاتها ؟!

نتساءل مرة أخري: هل نحن من الشعوب المتخلفة ؟!
وهل أسهمنا في صناعة الحضارة؟.. علما أن نصيب العرب من مجمل براءات الاختراع لا يتجاوز ١٪؜ أو ٢٪؜!!
وكم هو نصيب العرب من مجمل الانتاج العالمي علما أن حجم الناتج القومي الإسباني يساوي أو يتجاوز أجمالي الناتج القومي للدول العربية مجتمعة.. وأن ما تطبعه أسبانيا من كتب في عام واحد أكثر مما يطبعه العرب مجتمعين في ٢٠ عاما
إذن هل يحق لنا أن تقول أننا من الشعوب المتقدمة ؟
لا لسنا من الشعوب المتقدمة فما زالت الشعوب العربية تعيش في الماضي.. ومازالت تعيش في صراعات وفتن وما حدث بعد الربيع العربي خير شاهد على تردي الأوضاع القائمة في هذه الدول فالإرث السياسي والثقافي والاجتماعي لم يمكن هذه الشعوب من التحرر ولم يمكنها من النظر إلي الحاضر والمستقبل ومن التخلص من العنف والتطرف والطائفية والصراعات التي أرهقت الشعوب
التقدم هو التقدم العلمي والعملي والصناعي والتقدم في الانتاج والتقدم في البحث العلمي والتقدم في القوانين والنظم الادارية.
وفي المقابل نقول أن العقلية العربية ليست متخلفة إلي هذا الحد بدليل أن هناك الالاف من العلماء والأطباء والمهندسين وكثير من الناس المحترفين وبدليل أن الطفل العربي من أذكى الأطفال ولكن الإنسان إبن بيئته ف زويل ما كان ليأخذ جائزة نوبل لو ظل يقوم ب أبحاثه في مصر.
إذن هل موقعنا هو في المنتصف بين الشعوب المتخلفة والشعوب المتقدمة؟!
هذا السؤال تجيب عليه الدراسات فهي تشير إلي مستوى التعليم ومستوى الانتاج وكفاءة القوانين والنظم الادارية فنحن قد نكون متخلفين عن الغرب في هذه المجالات ولكن نحن كعرب ومسلمين متقدمين على مستوى الترابط الاجتماعي والاسرة والقيم والاخلاق.
فنحن أمة متخلفة في الجانب السياسي والاقتصادي، ولكن لسنا متخلفين الي ذلك الحد في الجانب الثقافي والاجتماعي،
فلماذا تعجز الدول العربية عن تطوير مجتمعاتها ؟
الجواب على هذا السؤال باختصار يعود إلي النظم السياسية وطبيعة هذه النظم وأداء هذه النظم ويعود إلي سبب رئيسي وهو سوء إدارة الموارد.