نثر الحب بيننا فأزهر في قلوبنا.. بقلم: بسام جميدة

غالباً ما ترهقني كلمات الرثاء لأحبة تعايشت معهم لسنوات طوال، فأكتب والقلب قبل العين يبكي، أنه الموت الذي لامفر منه وقد خطف من بيننا رجل لم تكن المسافات بعيدة بيننا أبدا، مكتب صحيفته يجاور مكتبي بأمتار قليلة، إن همس قلبه هناك بضحكة سمعت رنينها يصدح عندي، غالبا ما ألتقيه عند مفرق مقهى الهافانا ووجهه يشع بهجة، نتوقف قليلاً نتبادل الضحكات بعد أن نتناقش بأمر ما، وكلما افترقنا ألتقينا بحكم ما يجمعنا من هموم المهنة وقلق الأسئلة حول حال الصحافة، وماينتظر صحيفتينا معاً "الأسبوع الرياضي، والرياضة" اللاتي شكلن منارة للإعلام الرياضي ذات زمن.
كان يفتح قلبه بكل مافيه من دفء المشاعر، كما كان يفتح صحيفته لكل من أراد أن يطرق باب المهنة ويخرج منها فخوراً.
مواقف كثيرة وأياما ممتعة جمعتنا في محافل عديدة كان فيها صاحب البسمة الدائمة والنكثة الحاضرة التي تمنحنا كثير من السعادة.
كنت وزملائي زواراً دائمين لمكتبه في الاتحاد الرياضي العام حيث كان يشكل صلة الوصل ما بين الزملاء ورؤساء المنظمة الذين تعاقبوا عليها عندما كان هناك، كان يردم كثير من "الهوات" التي غالبا ماتحدث جراء النقد حينذاك بهدوءه المميز.
لن أنسى أبدا سؤاله الدائم عني وعن عائلتي أيام النزوح المر من بيتي، ربما كان سؤالاً عابرا، ولكنه كان يحمل بعض البلسم الذي يحتاجه كل منا ليخفف عما ينتابه من وجع.
الحميمية التي غلفت مشواره مع زملاء المهنة على مدى السنوات الطوال، لن تمحى من قلوب أحبته بهذه السهولة.
لعلكم تتساءلون عمن أتحدث، سأقول لكم أنه المرحوم حسان البني، سليل العائلة التي نحترمها ونحبها كثيراً.
الرحمة والمغفرة للمرحوم حسان البني الذي نثر الحب بيننا فأزهر هو في قلوبنا، وإن غاب عنا، فأن عطر كلامه سيبقى في ذاكرتنا.