يا رفاقي اسمع غناكم كصوت النسيم القادم من نيل قنا او اعالي جبالها

(. غياب من نحب تماما كغياب اللون عن الصورة،غياب من نحب لا يفقدنا الحياة، إنما يفقدنا طعم الحياة،ولذلك من المُحزن جداً أن تكون النهايہُ بين الأحباب الرحيّل .
(. لقد رحل عن حياتي أصدق الناس وأرقهم شعوراً ،بالنسبة لي لانهم كانوا من ينظرون إلى ما وراء الكلمات ،ويبصرون إلى ماوراء النظرات ،من يفهموا انكسار الروح في بحة الصوت ،وحزن القلب في إبتسامة الوجه ،وشدة الضياع في قوة الظهور ،من كانوا يقرأون تفاصيل وجهي فرحاً وحزناً ، و معي في هذه الحياة الصعبة وليس علي وبسطوا لي قلبوهم قبل ايديهم واهدوني السلام والأمان والاطمئنان ، وقالوا لي لا تحزن نحن معك،هؤلاء كانوا يشعروني بأني من الأحياء بمجرد تواجدهم.
(. ها أنا ك"التائه" يسير على دربهم يحمل في عقله ذاكرة المواجع وعلى اطراف لسانه نشيج الكلمات التي تتلألأ فى المدى لتدلني على الصبح الأنيق المتواري خلف رماد غروبهم
(. مازالت انا على الوعد والعهد يا رفاق الدرب ، لان ارواحكم تلبسني تسكب في حروفي الالحان كأنفاس رُوحِ وَ اختلاجات ضمير وفيض شعور وآهات أحزان و أنغام سرور تحتسي من حضوركم نشوة ماجن حطم القيود، وتصلي صلاة صـــوفى قضى العمر ابتهالا ، فينفخ الاحساس مزماري، ويسري بين سطور صفحاتي انتفاضات جناحين عَلَى اوراق غصن اودع فيه سر الخلود،
(. ابتساماتكم مازالت كما هي رغم كل اعاصير الغروب تأخذني الي الغد المشرق ، رافضة باصرار ان ينالني همي لانكم تؤمنون ان كلمتي هي الفجر الذي يصبو له كل ملهوف .صاعدة في الافاق الاوسع مابين القمم
(. من كل شارع او حارة او بيت او شرفة في قنا اسمعكم تتلون قصيدة تصغى لسماعها الأغصان والجذوع والطيور والماء المتفجر من أعماق الصخر عن حكايات ولادة الأماكن واحتضار الوجوه وارتحال الخرائط،و تعزفون كلماتها على قيثارتي لحناً اكثر ابداعا من مرور الريح على أوتار الأرض فاسمع غناكم كصوت النسيم القادم من بحرها او اعالي جبالها في هيبة وجلال للنبض المنبعث من عمقه مغردا ما بين ربوع الخيال وخارج حدود و متاهات المكان .

ًً