الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : عندما جمعتنا”صلاة” في ليالي ”قنا”…الزاهية

(. وراء غناء المغفور له بأذن الله كرم الابنودي في حفل اضواء المدينة التي أقيمت على مسرح وسينما قنا العام ١٩٧٨ بمناسبة عيدها القومي الذي يحتفل به سنويا يوم ٣مارس، حكاية طريفة بطلها فقط محافظنا الحبيب ابن بلدنا الوزير عبدالمنصف حزين رحمه الله واسكنه فسيح جناته فهو كان نصير الابداع والشباب وفاتح ابواب المجد للموهوبين :‬
كان محافظنا عبدالمنصف حزين رجل دولة من طراز فريد يعطي وقتا لكل مجال من المجالات التي كان يتمنى ان تكون فيها قنا في المقدمة على سائر محافظات مصر.
وأميز ما فيه بجانب صفاته الجميلة ،كان مستمعا جيدا، وصاحب قرار ،وينفذ اي اقتراح من اي انسان يراه يخدم قنا وشبابها ،بل ويتبناه اذا كان يضيف لابناء قنا اي ‬مجد .‬
والحكاية ،كان محافظنا عبدالمنصف حزين يعد لاحتفال نموذجي للعيد القومي لمحافظة قنا الموافق الثالث من مارس بمناسة الانتصار في معركة البارود ومن اجل هذا دعا فريق المحلة لكرة القدم واقام حفل اضواء المدينة والحقيقة كانت تربطني معه علاقة الاستاذ بالتلميذ بل إلى الأخ الكبير بالأخ الصغير.‬
المهم محافظنا عبد المنصف في حضور الاستاذ الكبير اطال الله في عمره فهمي عمر والاستاذ محمود مهدي طيب الله ثراه ومحمد رفعت يوسف وانا ، قال : اريد ان اعمل شيء لقنا من خلال الاستفادة بحفل اضواء المدينة ، فقلت له تسطيع ... قال كيف ؟‬
قلت له ان في قنا مطرب رائع الحس ،حالم الصوت اسمه كرم الابنودي ، وبالصدفة البحتة ان الليلة التي سبقت هذا الاجتماع كنت حاضر "بروفةّ اغنية "صلاة" كلمات الشاعر حمدي منصور والحان اخي المغفور له بإذن الله عبدة اسماعيل في شقة كرم الابنودي القريبة من النيل "البحر"‬ مما ساعدني على حقظ كلمات الاعنية وترديدها على مسامع الحاضرين قائلا :‬
( صلت صليت وراها‬...صرخت كنت في حشاها‬...غنت غنيت معاها‬...صبحت هي العشيقة ‬...وانا اللي عاشق هواها‬.
بحبك زي بكرة زي نسيم العصر لما يلملم الذكرى..زي العيال في العيد والفرحة بالعيدية...وزي الرياح القوية ...وزي الوشوش في ساعة السفرية .
يا حمام البني طير واغزل بخطاك الحرير ...خلي شمس حبيبتي تطلع ...ترجع المغرب معايا بسمة على شفة فقير .
اليوم يشد اليوم والشهر يشد الشهر والعام يجر العام...واحلم بيكي يا ام الوش البسام ...قلبك ده داري ...افتحيلي الدار، انام ارخرخ الجسم الشقي ، واحلم بالربيع اللي جاي في عيونه السلام‬).
سمع كلمات الأغنية كل من حضر جلسة الصباح بفخر وزهو حتى ان الاستاذ عبدالمنصف تمنى على الاستاذ الكبير فهمي عمر ان يدرج فقرة كرم الابنودي في توقيت ذهبي من حفل اضواء المدينة ... وهو ما كان .
والصدفة الاغرب انا التقيت بكرم الابنودي عقب انتهاء الاجتماع وخروجي من المحافظة عند مركز تحسين الصحة وبالقرب من بيت ابو الاخ الرائع صفوت لبيب في مقدمة حوض عشرة، قلت له : كرم انت مرشح لحدث تاريخي، ضحك وقال لي :"(...) امك "
وبعد ذلك ذهبت الي قهوة العمال حيث التقيت الاخ الاكبر عبده اسماعيل رحمه الله واسكنه فسيح جناته ورفاق الدرب المرحومان عز العرب وصفوت لبيب وقصصت عليهم الحكايةء من "طقطق وحتى السلام وعليكم"وفي الليل كان عند الاستاذ عبدالمنصف تسجيل فاخر ل"بروفة" اغنية "صلاة"
‬وللتاريخ ايضا كان " الاوركسترا" الذي صاحب كرم في هذا الحفل بقيادة الاستاذ محمد الصغير مش وضم كل من قباري علي مصطفي وفتحي عبدالنعيم وعبدالفتاح ابوبكر والملحن عبده اسماعيل (كمان) وعبدالخالق صالح (اكورديون) و عبدالفتاح عطيه (ناي) وصفوت لبيب (دف) وفتحي مصطفى (طبله) ومحمد عباس (رق) وغيرهم، اطال الله في عمر الاحياء في هذه الحكاية ورحم الله الاموات منهم واسكنهم فسيح جناته.