أيمن سلامة : الزلزالان المفجعان في تركيا وسوريا و التضامن الإنساني الدولي

ارتعدت فرائِص العالم ، ولا مراء ، وضُجت مضاجعهم ، وتَحجرت المقل في العيون ، واشرَأبّت الأعناق تتطلع للمشاهد المفجعة والأرقام المفزعة عن الزلزالين الشديدين الذين ضربا كل من تركيا و سوريا منذ ساعات .

هَبّ العالم بأسره من فوره يتضامن مع الدولتين المكروبتين بهذه الكارثة الطبيعية المُزَ لزِلة ، و قامت العديد من الدول و المنظمات بحشد كواردها و منتسبيها المُخَبرين لدفعهم لتركيا و سوريا من أجل تخفيف المصيبة وهدهدة الفجيعة و لم شمل الأسر التي تشتتت ، و مداواة المصابين ، و مواساة المكلومين .

التضامن الدولي هو تعبير عن روح الوحدة التي تجمع بين الأفراد والشعوب والدول والمنظمات الدولية. ويشمل أيضًا اتحاد المصالح والمقاصد والإجراءات والاعتراف بالاحتياجات والحقوق المختلفة لتحقيق الأهداف المشتركة ، ويشكل التضامن الدولي مبدأً أساسيًا يقوم عليه القانون الدولي المعاصر بهدف الحفاظ على النظام الدولي وضمان بقاء المجتمع الدولي.

يعد التضامن الدولي بين الدول أحد أهم الواجبات الأساسية للدول ، فكما تتمتع الدول بالحقوق تتحمل أيضا بعدد من الواجبات الدولية سواء اندرجت هذه الواجبات الدولية ضمن قواعد القانون الدولي أو قواعد المجاملات الدولية ، و من بين أهم هذه الواجبات الدولية ، التضامن عند الكروب و الملمات و الكوارث الطبيعية التي تداهم دولة أو مجموعة الدول ، مثلما حدث أمس في تركيا و سوريا .

تعني الإغاثة الإنسانية (Humanitarian Relief) بوجه عام، كل عمل يهدف إلى توفير الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأولئك الذين يحتاجون إلى الحماية أو الإغاثة في النزاع المسلح أو الكوارث أو الحالات الطارئة، وتشمل هذه الإمدادات الغذاء والماء والملابس والفراش والمأوى والأدوية .

وتأخـذ الإغاثة الإنسانية شكليــن، بحسب الجـهة المنفذة لهذه العملية، فقد تـكون الإغاثة داخليـة، أي في نطـاق حدود الــدولة التي تستدعي حـالة الاســتعجال فـيها تقـديم الإغـاثة وتـقوم بها الدولة ذاتـها أو الهـيئات المـحلية، وقد تـكون الإغاثة خارجيـة، والتـي عـادة ما تنفذ من طـرف المنظـمات الحـكومية أو غـير الحـكومية التـي تسـتهدف إنـقاذ حيـاة الأفـراد أو تغـذيتهم، أو تنـظيم تـنقلاتهم أثـناء حـركات الـنزوح أو خـلال مـدة إعادة تأهيـلهم، فالهـدف الأخــيـر من الإغــاثة الإنـسـانـية هـو التـخـفيـف من معـاناة الأشـخاص أيـاً كـان ســبب مــعاناتــهم .

بداية لابدَّ أن نوضح إنه وعلى الرغم من تنوع المصطلحات المستعملة للدلالة على الإغاثة الإنسانية إلا أن المصطلحات كافة الواردة في أغلب النصوص والقرارات الدولية تدل على مضمون واحد وهو إيصال الإغاثة الإنسانية لمن يحتاجها بأسرع وقت ممكن ، واذا كانت الصورة أصدق من الكلم ، فالحال في سوريا و تركيا لا يعوزه تحليل أو تدليل أو تأصيل .

ما برحت منظمة الأمم المتحدة بهيئاتها ووكالاتها المتخصصة فضلا عن مكاتبها المعنية بالمساعدات الإنسانة هي المنظمة الدولية القادرة بإمكانياتها ، و الذاخرة بخبراتها ، هي المنظمة الأقدر علي مجابهة مثل هذه كوارث ، ويُعد مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية للمنظمة الهيئة المعنية بتنسيق جهود العديد من الوكالات و الهيئات التي تدفعها المنظمة في المناطق المنكوبة بالزلازل و الفيضانات والأوبئة و غيرها .