أيمن سلامة : تبادل الأسري الروس و الأوكرانيين بين القانون الدولي و السياسة .


تنص اتفاقية جنيف لثالثة عام 1949 لمعاملة أسري الحرب و المعتقلين علي كيفية معاملة أسري الحرب ، بما في ذلك المواد الخاصة بتبادل الأسرى المصابين و المرضي و عودتهم لأوطانهم وقبل انتهاء العدائيات العسكرية بين الدول المتحاربة .
تنص المادة 109 من الاتفاقية علي: "الإعادة المباشرة إلى الوطن لأسري الحرب المصابين بجروح أمراض خطيرة إلى بلادهم بغض النظر عن العدد أو الرتبة ، بعد رعايتهم حتى يكونون مؤهلين للسفر ، وفقًا للفقرة الأولى من المادة التالية ، كما تنص أيضا علي :" طوال مدة الأعمال العدائية ، على أطراف النزاع أن تسعى ، بالتعاون مع الدول المحايدة المعنية ، إلى اتخاذ الترتيبات اللازمة لإيواء المرضى والجرحى من أسرى الحرب المشار إليهم في الفقرة الثانية من الاتفاقية في البلدان المحايد" .
غالبًا ما تلعب الحسابات الاستراتيجية دورًا رئيسيًا في تبادل الأسرى، وفي معظم الحالات يقوم المتحاربون بتقييم المزايا الاستراتيجية، و من بينها بالطبع العسكرية ، التي تتحصل من هذا الإجراء ، ويظهر التاريخ في مناسبات عديدة هذه الحقيقة الواقعية بعيدا عن الأطر القانونية ، وتدليلا ، في صفقة تبادل الأسرى بين تنظيم حماس و إسرائيل عام 2011 ، حيث استبدلت حماس الجندي الإسرائيلي "شاليط " مقابل 1027 فلسطينيا كانت تحتجزهم إسرائيل.
تنطوي أحيانا المفاوضات المباشرة التي تجريها الدول المتحاربة مثل أوكرانيا و روسيا علي دلالة رمزية حين تنجح هذه المفاوضات في نهاية المطاف بتبادل الأسري بين البلدين ، حيث تحقق هذه التبادلات قيمة رمزية من خلال التفاوض على إطلاق سراح أسرى الحرب ، حيث ترسل الدول إشارة قوية إلى الرأي العام الوطني و العالمي ، بحسن نواياها و تنفيذ الواجبات الدولية الواردة في المواثيق الدولية في هذا الصدد .
أيضا عندما تعلن الدول علنًا عن تبادل الأسرى ، فإنها ترسل أيضًا إشارة مهمة إلى جنودها ، حيث تسعى الحكومات إلى رفع الروح المعنوية لقواتها وتعزيز استعدادها للقتال بعزم غير محدود، وأن الحكومات لا تتخلي عن مقاتليها و معتقليها المدنيين ، وما برح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ،في هذا السياق ، يؤكد علي ذلك بقوله : " نحن لا نتخلى عن جنودنا ".
في سياق الحرب الروسية الأوكرانية ، يعد أحد الأبعاد المهمة لكل صفقة تبادل للأسري هؤلاء الذين سيتم تبادلهم من قبل كل جانب، و قد يبدو بديهيًا أن تقبل روسيا وأوكرانيا فقط مقايضات التكافؤ ، حيث يفرج كل جانب عن نفس العدد من السجناء، لكن هذا ليس هو الحال دائمًا ، فقد استبدلت عملية تبادل الأسرى في الأول من مارس الماضي ضابطًا روسيًا بخمسة جنود أوكرانيين ، وهذا يشير إلى أن الحكومة الروسية تعتبر بعض السجناء أكثر قيمة من غيرهم ، مما يظهر مرة أخرى أن التبادلات هي أكثر من مجرد أعمال إنسانية.
أيضا في تبادل الأسري بين 2017 الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لروسيا و الحكومة الأوكرانية ، وافقت كييف والمتمردون ، على تبادل 306 انفصاليين موالين لروسيا مقابل 74 جنديًا ومدنيًا أوكرانيًا،
تكشف الحرب العالمية الثانية عن البعد الإنساني المهم الذي يتعلق بتبادل أسري الحرب المرضي و المصابين وقبل انتهاء الحرب ، وتحديدا بعد انتهاء " حملة تونس " التي انتهت في معركة العلمين – مصر عام 1942 ، حيث طبقت الدول المتحاربة اتفاقية جينيف لمعاملة أسري الحرب عام 1929 ،حيث كان للحلفاء أكثر من 3000 أسير حرب مصاب بجروح خطيرة، غالبيتهم العظمى أعضاء في قوات المملكة المتحدة ، الذين نقلوا للسويد للدولة الحامية في ذلك الوقت ، فضلا عن سويسرا ، وبمقتضي مفاوضات الحلفاء و المحور تم الاتفاق علي عودة هؤلاء إلى أوطانهم من السويد ، بالإضافة إلى 1200 ضابط أو أكثر ورتب أخرى بما في ذلك الأطباء والقساوسة والمسؤولون الطبيون وحملة النقالات .



















استجابة سريعة من مديرية أمن سوهاج..ضبط صاحب فيديو إستقطاب الفتيات لممارسة الأعمال...
تموين القليوبية تضبط مخالفات كبيرة وتشدد قبضتها على الأسواق
مصدر أمني: ضبط إحدى السيدات بحوزتها بطاقات شخصية لعدد من السيدات
الداخلية ترد على تداول عدد من مقاطع الفيديو تدعي وجود مخالفات أمام...
شرم الشيخ تستضيف أكبر مؤتمر دولي للنحالين بمشاركة 27 دولة وتعزيز ريادة...
د. بكري دردير الأقصري يكتب: ابن الأصول
مؤسسة حضرموت للثقافة تحتفي بـ (115 عامًا من التأثير) للأديب الراحل علي...