الكاتب الروائي المغربي ابراهيم مدران يكتب: ”ذلك الغريب” تأسر القارئ

في هذه الرواية "ذلك الغريب " للأديبة والروائية مريم هرموش .ومنذ الصفحات الاولى ،وهي تأسر القارئ باسلوب اخاذ وبلغة شعرية تنفد الى نفوس الشخوص لتصف ادق مشاعرها وهي تحاول ان تستفز القارئ للبحث والتساؤل عن الوضع الانساني في هذا العالم الذي تتناسل فيه شتى مظاهر التمزق والتصدع اللذين يطالان نفس الكائن الانساني بين الريبة والخوف والجنون .
ان التجربة التي تحكي عنها الكاتبة هي تجربة حقيقية لامرأة في الثمانين والتي تخفي وراء ملامحها الهادئة قصة مؤلمة وموجعة .
لقد استمدت الرواية جوهر قصة هذه المرأة كما تقول الكاتبة في مقدمة الرواية ، "وبنت عليها احداثها التي تحمل في طياتها الكثير من واقع يعكس هشاشتنا وتصدعنا في لحظات الخوف والعجز أمام مرآة أنفسنا "
لكن "ذلك الغريب
أليس هو ذلك الكائن الوجودي "الذي ينبثق في لحظة من اللحظات وبدون سابق اعلان ليلملم جراحنا ويبعث السكينة والسعادة في نفوسنا لكنه سرعان ما يودعنا ويرحل عنا ايضا في لحظة من اللحظات من غير سابق اعلان تاركا لنا تساؤلا .
تتسائل البطلة :"لماذا كل ما نريده بشدة يأتي متأخرا بعد فوات الاوان !!؟؟
اخيرا يمكن القول بان الرواية وانت تستمتع بقراءتها تبدو وكانها سمفونيةتتالف من عدة حركات Mouvements بمعناها الموسيقي ،فتارة تغمرك
نغماتها بالبهجة والحبور وتارة تنقل لك زخم المعاناة العميقة للنفس البشرية وأخرى تكاد تلامس روحك لتضفي عليها مسحة من السلام والسكينة .
وباختصار انها سمفونية هذه الحياة بايقاعاتها ونغماتها وبلحظات صمتها التي تحضننا وتتأرجح بنا بين مد وجزر ؛محاولين بكل عزم واصرار وكلنا امل في ان نجد لانفسنا
في هذا العالم
ملاذا آمنا يجعلنا نحيا في وئام وانسجام تام مع ذواتنا ..
شكرا لك الادبية الأريبة والمبدعة مريم على اهدائنا هذه الرحلة الممتعة والماتعة التي سافرت بنا عبر دروب ودهاليز تلك النفس البشرية التي ربما ستظل لغزا كبيرا امام اعيننا ما دمنا في هذه الحياة
رواية جديرة بان تقرأ .