أيمن سلامة : ستعلق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان و ليس في منظمة الأمم المتحدة

ستصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا في نيويورك غدا الخميس على تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة ، والأخير صدر قرار بإنشائه من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005 و مارس مهامه اعتبارا من عام 2006 .

يمكن لأغلبية ثلثي الأعضاء المصوتين تعليق عضوية دولة في مجلس حقوق الإنسان المؤلف من 47 عضوًا ومقره جنيف لارتكاب انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان.

في ذات السياق فقد حذرت روسيا الدول في الأمم المتحدة من أن التصويت بنعم أو الامتناع عن مسعى أمريكي لتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان سيعتبر "بادرة غير ودية" لها عواقب على العلاقات الثنائية، وهددت روسيا الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمنظمة بأن موقف الدول متساوٍ في التصويت (امتناع أو عدم مشاركة) .

تأتي هذه التفاعلات السريعة بعد أن صرحت الولايات المتحدة الأمريكية إنها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في العمل بعد أن اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا، وجاء في البيان الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية "بالإضافة إلى ذلك ، سيؤخذ موقف كل دولة بعين الاعتبار في تطوير العلاقات الثنائية وفي العمل على القضايا المهمة بالنسبة لها في إطار الأمم المتحدة".

سبق للجمعية العامة أن علقت عضوية دولة في مجلس حقوق الإنسان بالإجماع في مارس 2011 أثناء أحداث الثورة الليبية ضد معمر القذافي.

يجب التمييز بين تعليق عضوية الدولة في منظمة الأمم المتحدة وتعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان للمنظمة، حيث تنص المادة 5 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة علي:"يجوز لعضو في الأمم المتحدة اتخذ مجلس الأمن ضده إجراءات وقائية أو تنفيذية أن يوقف ممارسة حقوق وامتيازات العضوية من قبل الجمعية العامة بناءً على توصية مجلس الأمن. "

يتم تعليق أو طرد دولة عضو من المنظمة من قبل الجمعية العامة بناءً على توصية المجلس، وتتطلب مثل هذه التوصية التصويت بموافقة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

بالنسبة لروسيا: فلطالما لم يوافق جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن علي طرد دولة عضو في المنظمة لا يمكن طرد أو تعليق عضوية هذه الدولة، وبالتالي لا يمكن طرد أعضاء المجلس الدائمين إلا من خلال تعديل ميثاق الأمم المتحدة ، على النحو المنصوص عليه في الفصل الثامن عشر

وكانت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، دعت في جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، على خلفية "جرائمها" في أوكرانيا، حسب تعبيرها، وقالت في إفادتها لأعضاء المجلس: "لا ينبغي أن يكون لروسيا موقع في مجلس حقوق الإنسان هذه الهيئة التي تهدف إلى تعزيز احترام حقوق الإنسان"، وأضافت السفيرة الأمريكية، أنه "من الخطورة أن تستغل روسيا عضويتها في مجلس حقوق الإنسان كمنصة للدعاية للإيحاء بأن لديها اهتمامًا مشروعًا بحقوق الإنسان".