د. أيمن سلامة يكتب : ترجل الفارس .. اللواء الدكتور المهندس محمد قدري سعيد

فقدت مصر أحد المفكرين الأفذاذ والأبطال العظام الذين حملوا السلاح دفاعا عن الوطن المفدى، وجادوا بفكرهم في عديد المحافل و الهيئات و المؤسسات .

ترجل الأمس الخميس فارسا عملاقا من فرسان الوطن ، فقد رحل أستاذي وصديقي اللواء الدكتور المهندس محمد قدري سعيد رئيس وحدة الدراسات العسكرية في مركز الاهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية والأستاذ السابق في الكلية الفنية العسكرية في مصر .

تخرج الفقيد في الكلية الفنية العسكرية في مصر، وخدم في قوات الدفاع الجوي وترقي لأعلي المراتب في الجيش المصري و خدم سنوات عديدة في رتبة اللواء بعد أن ناهزت سنوات خدمته المُشرفة في جبهات القتال ما يَربو علي الثلاثين عاما، فشارك في حرب الاستنزاف فور تخرجه من الكلية الفنية العسكرية ، ثم شارك في حرب أكتوبر المجيدة .

لم تقتصر الخدمة العسكرية للفقيد علي جبهات القتال فقد رأس أيضا قسم الصواريخ ومادته في الكلية الفنية العسكرية ، وكان مثالا يحتذي للأستاذ الأكاديمي وحاز حب و احترام زملائه و أبنائه الطلاب طوال سنوات خدمته في الكلية الفنية العسكرية .

رأس الفقيد ، بعد انتهاء خدمته العسكرية ، وحدة الدراسات العسكرية في مركز الاهرام للدراسات السياسية الإستراتيجية و السياسية ، فكانت الوحدة بوتقة الانصهار للحقول العلمية و المعرفية و البحثية المختلفة ، سواء في مجالات الإستراتيجية و التسليح و نزع السلاح والأمن القومي و حفظ السلام ، وكان نزع السلاح الحقل المعرفي الأثير لدي الفقيد ،فصال وجال في المحافل الدولية مُسبرا للمفهوم و الأمل في منظمة الباجواش العالمية و غيرها من منظمات و هيئات عالمية .

لقد صادقت الفقيد عن قرب لمدة ناهزت خمسة عشر عاما، ولمست فيه ما لمسه الكافة من رواء ونبل وحسن رأى وتصرف ، و صحة الفكرة ، لقد تحلي الفقيد أيضا باتساع البصيرة و صدق اللهجة والقول ، فلم تبدر منه البذيئة ، وكان كاظما لثورة الغضب، فصار دوما حليما ذا أصالة رأي .