الجمعة 26 أبريل 2024 02:07 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: إبراهيم حجازي .. السند الذي عنده الملاذ وفيضه يغطي أي نقصان

النهار نيوز

بالرغم أن الرحيل موعدا مقدرا في الساعه من اليوم والشهر والعام .. إلا أنه بالنسبه لي جاء رحيل أخي. الأكبر وصاحب الأيادي البيضاء إبراهيم حجازي القلب الذي اتسع للجميع وامتلك من الإنسانية والأخلاق والنبل منظومة قيم متكاملة انعكست على سيرة حياته المليئة بالأحداث والمواقف والاعمال القيمة، قبل أوانه بكثير. فغيابه المسه واشعر به كل يوم وفي كل موقف ومكان .
وعندما اكتب عنه يقف القلم عاجزاً عن سرد مشاعر لا يمكن أن تكتب على صورة مواقف ولمسات حانية وتواريخ أو أحداث. في حياته الحافلة بالعطاء، ومهما حاولت لا تستطيع الكلمات أن تعرب عما يجول في خاطري له ، فالقلوب تنفطر حزناً والعيون تذرف دمعاً عليك، ولا يستوعب العقل ولا يصدق أني لن ألقاك أيها المتفرد، المتواضع، الذي لا فرق عنده بين الكبير منصباً والضعيف موضعا ذو ثقافة رفيعة القدر وبحر في العطاء، مترفع عن الصغائر.
أبكيك اليوم و غداً و القادم من عمري أيها الشمس التي أشرقت، نورا يضئ ولا يغيب، دمث في أخلاقك، بالجود والكرم، . فأنت الصديق الذي صادق بكل صدق ومحبة .. والأخ الذي كان مثال في الأخوة و الإنسان الذي أضفى السعادة على الحياةو النبيل الذي لم يترك شيء إلا وقدمة و لا إدخر مشاعر إلا ما أسرف فيها. وكان السند الذي عنده الملاذ وفيضه يغطي اي نقصان.
وبعيداً عن عوالم إبداعه في عالم الصحافة وصناعتها أو نجاحاته فيها بتقديم نتاج صحفي رصين يمزج بين الدقة في اللغة والسلاسة في إيصال المعلومة، عبر جمل مقتضبة ومفردات جزلة.علاوةعلى الجدية والحزم في أداء عمله، وإن كانت هناك مساحة فكاهية في حياته كان يسعى إلى ترجمتها عبر بعض المواقف الطريفة، التي ينسج تفاصيلها بدقة وإحكام فجميع من اقترب منه وعرفه أو عايشه وخبر قصصه، يعرف عشرات الحكايا والمواقف التي تكشف عن نبل أخلاق وشيم هذا الرجل الاستثنائي،صاحب الابتسامة المشرقة الذي تبسم لكل شي في الحياة بكل ما حملته من آلام ومصاعب وتحديات .. متفائل دوماً .. محب للجميع .. كان إذا تكلم قال خيراً .. وكان حين الغضب من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والتي ستبقى على الدوام، صورة شفافة لنبل شخصه، ولشعوره بالمسؤولية الإنسانية، ذلك حتى في اللحظات الصعبة، أو في غمرة آلام المرض والمعاناة الصحية، إذ لم يحدث أن تخلى عن الإسراع إلى تلبية متطلبات أية مصلحة مجتمعية، تحت أي ظرف من الظروف، مهما كان قاسياً أو قسرياً.
رحيلك مؤلم، فقتامة الحزن على فراقك تقطر قلوبنا ألما ، لكن مواقفك التي دونتها في أروحنا يوم تموج بالذاكرة وتغرس في الروح بذرتها، ستجعل الأحزان النبيلة عليك ستتحول مع الأيام إلى أشجار ورد في حدائق الروح لأن سنة الحياة يذهب كل شيء يتعلق بالإنسان و يبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس و بصماته التى أحدثت فارقاً،وستظل محفوراً وخالداً في قلوبنا، لا ننساك أبداً بما غرسته فينا من محبة وصدق وإخلاص وإخوة.