د. علي الدرورة يكتب: السفر في زمن الكورونا

حين عدت من رحلتي بين الجزائر وتونس في يوم 18فبراير 2020م مكثت متنقلاً بين القطيف والدمام ولم أذهب إلى أي مدينة أخرى، حتى كان يوم الثلاثاء 23 نوفمبر 2020م حيث بدأت أولى رحلاتي إلى الأحساء.

وبين فبراير ونوفمبر شهور وأيام طويلة مرّت علينا بصعوبة بالغة لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذه الصورة المؤلمة بين الالتزام بالمنهج الصحي كالحلس، وهو المكوث في الدار، وعدم المصافحة والتعقيم وارتداء الكِمامة والقفاز وتحديد ساعات الخروج وما إلى ذلك.

وبالنسبة لي شخصياً فقد اعتدت السفر داخل الوطن ودول الخليج العربية ودول شمال إفريقيا.

وربما تندهشون إذا عرفتم أنني لم أسافر إلى دول آسيا وأوروبا وأمريكا إطلاقاً، أما لماذا، فليس عندي إجابة؛ لأنني على يقين بأنّ إجابتي لن تكون مقنعة بأية حال.

وخلال فترة الجائحة حرمت من السفر مثلي مثل ملايين البشر في أصقاع المعمورة بسبب الحجر الصحي.

ولكنّ زيارتي الأخيرة للأحساء هي نافذة جديدة أردت أن أطل ّمن خلالها على تلك الأماكن التي اعتدت زيارتها من حين لآخر وأن ألتقي بالأشخاص الذين احتجبوا عن الناظر بسبب جائحة فايروس كورونا خلال الأشهر الماضية منذ مطلع هذا العام 2020 م وحتى الآن.

إنّ التنوع الثقافي في تراث الأحساء يستحقّ السفر إليه ولا سيّما أنّ كثيراً من الأشقاء من الأحسائيين لم نلتق بهم منذ عام تقريباً إن لم يكن أكثر.

وإذا كانت الأحساء والقطيف والبحرين هي المثلث الزراعي في الخليج وعبر الحضارات فإنّ هذه البيئات تمثل لي عمقاً واحداً والتجول فيها يمثل امتدادي لذلك الانتماء الحضاري.

كم أتمنى ّمثلكم انتهاء جائحة فايروس كورونا من جميع أنحاء العالم، وأن يفرّج الله عنّا فرجاً عاجلاً، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها، وأن يمنّ على الجميع بالصحة والسلامة، إنه نعم المولى ومنه نستمدّ العون والتوفيق.
____
منتدى النورس الثقافي الدولي.
25 نوفمبر 2020م.