تيجراي : حرب ممتدة و آبي أحمد مسؤول دوليا

بالرغم من التعتيم الإعلامي الذي فرضته الحكومة الفيدرالية الإثيوبية برئاسة رئيس الوزراء السيد / آبي أحمد علي مجريات و ملابسات الحرب التي شنتها في إقليم "تيجراي " و ساعدتها في هذه الحرب القوات الإريترية ، لكن الإنتهاكات الجسيمة لمبادئ القانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الإثيوبية و الإريترية بحق المدنيين الأبرياء العزل فضلا عن عمال الإغاثة الإنسانية ومنظمات الأمم المتحدة ، فضحتها التقارير الرسمية الحكومية لمنظمة الامم المتحدة ومقرريها الحقوقيين فضلا عن المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام المختلفة .

فيما يلي أهم الأحداث و الإنتهاكات المحيطة بالحرب المُدوَلة التي لم تنته بعد كليا في إقليم تيجراي :

أولا :رفض السيد آبي أحمد دعوة الرئيس الأمريكي بايدن وقف الحرب بتاريخ 20 مارس 2021 عن طريق مبعوث بايدن السيناتور كريس كونس

ثانيا :وعد آبي أحمد مبعوث الرئيس الأمريكي بمعاقبة الجنود الذين ارتكبوا أفظع الجرائم بحق المدنيين في تيجراي ولم يفعل ، و رفض آبي أحمد وصف النزاع بأنه عرقي أو قومي مدعيا أن السلطة الشرعية تلاحق الإرهابيين المتمردين في تيجراي

ثالثا: إعلان وقف اطلاق النار في تيجراي أعلنته الجكومة التي نصبها آبي أحمد في الإقليم وهربت الأخيرة مؤخرا من الإقليم مع القوات الفيدرالية الحكومية .

رابعا: لم تفلح صباح أمس القوات الإريترية والإثيوبية في الدفاع عن عاصمة المنطقة من خلال نشر المدفعية الثقيلة والدبابات وإرسال قوات النخبة من الجيش الفيدرالي للدفاع عن المباني الحكومية الرئيسية في تيغراي ، وفجأة في فترة ما بعد الظهر جاء الأمر بالتقاعد، وانسحبت جميع القوات الفيدرالية باتجاه منطقة أمهرة والقوات الإريترية باتجاه الحدود مع إريتريا .

خامسا : قبل الانسحاب ، أمرت حكومتا أديس أبابا وأسمرا بنهب ودائع جميع البنوك العامة والخاصة عن طريق تحميل الأموال على شاحنات متجهة إلى وجهات غير معروفة، كما نفذت القوات الفيدرالية والإريترية عمليات نهب منهجية للشركات الخاصة والوكالات الإنسانية ، وبحسب بيان صادر عن وكالة الأمم المتحدة ، لم ينج حتى مقر منظمة اليونيسف في ميكيلي .

سادسا: أمس في حوالي الساعة 5:40 مساءً ، انسحب آخر الجنود الإثيوبيين والقوات الخاصة المرافقين لحكومة النمور المؤقتة (التي أعلنها رئيس الوزراء آبي في نوفمبر الماضي) والتي غادرت المدينة خوفًا من غضب السكان التيجريين .

سابعا: لم تنته الحرب بعد، ولا تزال مناطق الحدود الشمالية مع إريتريا والمناطق الجنوبية التي ضمتها منطقة أمهرة المجاورة في انتظار تطهيرها، وأصدرت قيادة الأمهرة القومية الأمر بإنشاء خط أمامي لمنع تقدم محتمل للجبهة الشعبية لتحرير تيغري في منطقة الأمهرة .

ثامنا :خسر رئيس الوزراء الإثيوبي الحرب فعليًا بعد شنه حرب شبه إبادية واستخدمت قواته أسلحة الدمار الشامل ، بما في ذلك القنابل الانشطارية المتعددة والأسلحة الكيميائية

تاسعا: طالبت أحزاب أورومو المعارضة الرئيسية التي لم تشارك في الانتخابات الصورية التي أجريت في 21 حزيران (يونيو) الماضي بتشكيل حكومة وحدة وطنية على وجه السرعة، وتنتشر شائعات بالفعل عن احتمال استقالة قسرية لرئيس الوزراء آبي الذي لا يدلي بأي تصريحات في الوقت الحالي ، وفقا لمصادر إعلامية

عاشرا : في كل الأحوال فان السيد آبي أحمد مسؤول عن الإنتهاكات الجسيمة المدعي ارتكابها من قواته حتي إن لم يأمر أو يحرض علي ارتكابها و لكن النكوص عن التدخل لمنعها يرتب مسؤوليته القيادية الجنائية الدولية و يعرض للمساءلة الدولية .

الدكتور أيمن سلامة .