د. علي الدرورة يكتب: مواطن الجمال

أن ترى الجمال حولك سوف تدرك قيمة الوجود، ومن هنا انطلق الفيلسوف الفرنسي باشلار ليدرس جماليات المكان وقد قدّم محاضرات كثيرة عن ذلك قبل خمس وخمسين سنة، وما زالت تلك المحاضرات تدرس حتى اليوم في الجامعات الفرنسية.

وأنا أكتب هذه المقال تذكرت أنّي حين كنت يافعًا أجمع الأصداف والقواقع لجمالها وأستفيد منها في الرسم.
القواقع والأصداف البحرية لا يمكن الاستفادة منها إلّا إذا كانت خاوية من الحيوان الذي عاش سنوات طويلة متقوقعاً فيها، وحينها تكون جماداً له جمالياته.
مواطن الجمال يراه شخص دون الآخرين برؤية فنية نادرة ومن زوايا محددة.

اليوم الجمعة 30 أبريل 2021م، تحدثت مع شقيقي الفنان علي السبع ومن خلال التحايا والكلام اللطيف مرّت من عندي كلمة لم أكن أعددت لها حيّزاً من الإعداد، وهي: (حتى الحجر الصلد فيه جمال)، نعم حين يرى الإنسان الجمال في الكائنات الحية، فإنه بالطبع سوف يراه في الجمادات.

يقول الحكيم الصيني كونفوشيوس: *(لكلّ شيءٍ جماله، ولكن لا يمكن للجميع رؤيته).*

والرؤية الجمالية هنا يمرّ بها أغلب الناس دون أن يدركوها، فهي ليست كالورد الذي يلفت الأنظار أو الأشجار الباسقة وكلّ الأشياء التي نحبّها.

وأيضاً مواطن الجمال بين البشر، فبعضهم يرى الجمال في أشخاص والبعض لا يراه، وهذا ما جعل الشاعر حين تغنّى قائلاً: (خذوا عيني شوفوا بيها)، وهذا يعني: (من يحبّك يرى فيك جمالاً لم تَرَهُ شخصيًّا في نفسك)، وهذا يعني أنّ مواطن الجمال في كلّ شخص دون أن يشعر.

خاتمة:
*كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.*
_____________________
الجمعة 30 نيسان 2021م
15/21