مما لا شك فيه أن ما نراه الآن من صراعات وتراشق بالكلمات والأفعال من خلال بعض المرشحين وانصارهم في بعض الدوائر يكرس لدينا عقيدة ثابتة في الاذهان أن هؤلاء المرشحين الذين يتحدثون بهذه الصفة وتلك الخصوصية فى الحديث ماهم الا فاشلون فشلوا في إستقطاب جموع أبناء الدائرة فاستحلوا أصواتهم ، ويسعون إلي سلب إرادتهم وزرع التعصب والتحزب في قرارة الناخبين.
أن ما نراه اليوم من تحفيز أعمى من بعض مرشحي القرى والمجالس المحلية والأحياء والمدن ماهو إلا جورا على حرية الإختيار مدعوما باستعطاف أبناء المجالس المحلية لدعم إبن قريتهم دون النظر إلي برنامج انتخابي يحترم عقولهم وتطلعاتهم لمجرد أن هذا الشخص أولي من غيره.
تلك الظاهرة هي أخطر بكثير من يحدث تزوير في نتائج الإقتراع ، فهي تعتبر سطو فكري مسلح بجهل القبلية والتحزب الأعمي ، وأكثر ما نخشاه من تلك الظاهرة هو تفشيها على المستوى العام فتصبح قنبلة أمنية خطرة على المجتمع بأسره.
كما أننا من الممكن أن نرى أناس قد مضى عهدهم وأنقضى بما لهم وبما عليهم فلا قديم يذكر ولا جديد يعاد، وقد يكون القدر منحنا فرصة للتروى والتعقل حتى نستكشف ونفند ما خفى من بواطن الأمور التي تجعل بعض المرشحين يقاتل باستماتة لكي يعتلي الكرسي، ويعد الناس وما يعدهم إلا تضليلا وزورا.
أيها المواطن أقبل لنفكر سويا أملين أن نجد إجابة لتساؤلات عدة ملحة تدور في أذهان أولي البصر والبصيرة وأولي الألباب ؟
ماذا سيحصد أو علاما سيحصل ذاك المرشح الذي يطوي الدائرة سعيا على الأقدام ، وينفق الأموال الطائلة التي لو قام بإنفاقها على خدمات الدائرة لاكتفت الدائرة بهذا ؟
ما الضامن الذي يجعلنا نشعر أن الأمر أصبح مختلفا عما مضى ؟
لكننا نعول على فكر وثقافة أبناء المجتمع المثقفين الواعين أن يجنبونا باختياراتهم أصحاب الغباء والمال السياسي ، الذين إذا ما اعتلوا المناصب ما زادوها إلا خبالا.
وأقولها بكل صدق وبلا تحيز : الدولة الآن تحتاج إلي أشخاص يكونوا "نوابا عاملين ولا تحتاج إلي أشخاص عاملين نواب ". حتى تتمكن القيادة السياسية من مواصلة مسيرة التنمية وبناء الدولة الحديثة..
حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها من كل سوء ومكروه وشر