جودة أبو النور يكتب: محمد صلاح في قلب العاصفة: أزمات ليفربول وتذبذب الأداء هذا الموسم

يعيش نادي ليفربول الإنجليزي موسمًا متقلبًا مليئًا بالتحديات على جميع الأصعدة، بدءًا من الدوري الإنجليزي الممتاز، مرورًا بدوري أبطال أوروبا، وصولًا إلى كأس الرابطة. ورغم أن الفريق يُعد واحدًا من أكثر الأندية تتويجًا في إنجلترا، حيث حقق 20 لقب دوري و6 ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إلا أن النادي ما زال يواجه صعوبة مستمرة في الحفاظ على ألقابه على المدى الطويل، حيث لم يتمكن من الدفاع عن لقب الدوري المحلي بنجاح منذ موسم 1983‑84.

في الدوري الإنجليزي الممتاز، يحتل ليفربول حاليًا المركز الثامن بعد 11 مباراة برصيد 18 نقطة وفارق أهداف +1. سجل الفريق مجموعة من النتائج المتفاوتة، منها فوز 1‑0 على أرسنال و1‑0 على بورنلي، بالإضافة إلى فوز 2‑1 على إيفرتون، لكنه تكبد هزائم موجعة أمام كريستال بالاس وتشيلسي ومانشستر يونايتد وبرينتفورد، واختتم سلسلة نتائجه بمواجهة مانشستر سيتي التي انتهت بخسارة 0‑3. هذه التذبذبات في الأداء تعكس استمرار مشكلة النادي في الدفاع عن الألقاب، وتضع فرصه في المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم في مستوى ضعيف جدًا.

أما في دوري أبطال أوروبا، فقد بدأ ليفربول بخسارة 0‑1 أمام غلطة سراي، لكنه استعاد جزءًا من توازنه بفوز كبير 5‑1 على إينتراخت فرانكفورت، ثم حقق فوزًا صعبًا 1‑0 على ريال مدريد في أنفيلد. ما زالت فرص الفريق للتأهل إلى الأدوار الإقصائية موجودة، لكنها تعتمد بشكل كبير على استقرار الأداء ومساهمة اللاعبين الأساسيين في المباريات المقبلة.

على صعيد كأس الرابطة، خرج ليفربول مبكرًا بعد خسارة 0‑3 أمام كريستال بالاس، مما يجعل فرصه في الفوز بالبطولة معدومة عمليًا.

يظل محمد صلاح أحد أبرز رموز الفريق، فقد وقع عقدًا جديدًا في أبريل 2025 يمتد حتى عام 2027. على الرغم من بلوغه 33 عامًا وملاحظة بعض التراجع في أدائه هذا الموسم، لا يزال صلاح يُسهم في الهجوم ويشكل خطورة كبيرة على المنافسين. إلا أن الاعتماد الكبير عليه يجعل الفريق يدور حوله بالكامل، مما أعاق دمج اللاعبين الجدد مثل فلوريان فيرتز وألكسندر إيساك وأبطأ تنفيذ التكتيك الجديد.

هل يفكر ليفربول في بيع محمد صلاح؟

تثار تساؤلات حاليًا حول مستقبل صلاح، خاصة بعد العقد الكبير الذي يربطه بالنادي وتأثيره التكتيكي على الفريق. بعض المصادر تشير إلى أن الإدارة تفكر في بيع صلاح إلى الدوري السعودي أو أي دوري آخر مستقبليًا، بهدف تخفيف العبء المالي وإفساح المجال لإعادة هيكلة الفريق حول لاعبين جدد. ومع ذلك، لم يتخذ النادي أي قرار رسمي، والجماهير لا تزال تدعم اللاعب بشدة، وهو ما يجعل أي خطوة مستقبلية مرتبطة بالمفاوضات والتوازن بين المنطق الرياضي والعاطفة الجماهيرية.

جماهير ليفربول ما زالت تُظهر دعمًا كبيرًا لصلاح، مستذكرة إنجازاته السابقة في تحقيق الألقاب المحلية والأوروبية، رغم القلق من تأثير اعتماده الكبير على الفريق في المباريات الجماعية. التقدير والحب الذي يحظى به صلاح يعكس دوره التاريخي مع النادي وارتباطه العاطفي بالجماهير.

أما بالنسبة لقيادة الفريق، فإن آرني سلوت، المدرب الحالي لليفربول، يتحمل مسؤولية كبيرة عن تذبذب الأداء هذا الموسم. يقع على سلوت عبء إيجاد التوازن بين النجوم القدامى والجدد، وإدارة تأثير صلاح على طريقة اللعب، وضمان الانضباط التكتيكي للفريق. ويواجه تحديًا مضاعفًا في قيادة فريق يعيش مرحلة انتقالية مربكة، مع محاولة الدمج بين اللاعبين القدامى والجدد بعد إنفاق النادي مبالغ كبيرة على التعاقدات الجديدة.

بوجه عام، يظل مستقبل ليفربول مرتبطًا بقدرة سلوت على تحقيق الانسجام بين اللاعبين وإعادة الفريق للاستقرار التكتيكي، مع الحفاظ على الاستفادة من خبرة محمد صلاح دون أن يكون الاعتماد عليه عائقًا أمام تطور الفريق. ورغم التحديات الحالية، فإن الجماهير تظل تأمل أن يتمكن الفريق من العودة إلى المنافسة على الألقاب الكبرى، مستندًا إلى تاريخ النادي العريق وإرثه في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا.