المنامة.. حين تحتضنك مدينة الجمال بعناقها الأول

منذ لحظة هبوطي في مطار البحرين الدولي ليلة الأمس، قادماً من سورية التي تحمل كل الحب والعشق لأهل الديرة، شعرتُ وكأنني أعود إلى مكان أعرفه بالروح قبل العين.
المنامة كانت تتلألأ كجوهرةٍ بحريةٍ تضيء قلب الخليج، ورغم أنّ هذه هي زيارتي الخامسة لها، إلا أنّ شيئاً مختلفاً كان يسكنها هذه المرة.. كأنّها المرة الأولى التي أراها بهذا السحر، وكأنّ المكان أعاد رسم نفسه بريشة ضوءٍ ودفء إنساني لا يشبه إلا البحرين.
حضارة المكان وأناقة التفاصيل تأسر الزائر منذ اللحظة الأولى.. من الطرق المزدانة بالأنوار، إلى الوجوه المشرقة التي تستقبلك بابتسامةٍ صافيةٍ تعبّر عن كرم هذا الشعب وأصالته.. البحرين لا تفتح أبوابها فحسب، بل تفتح قلبها لكل من يطأ أرضها.
جئتُ إلى المنامة بدعوةٍ كريمة من منظمة BRAVE والزميل والأخ العزيز وليد عبد الله، المسؤول الإعلامي للمنظمة، لحضور البطولة التي باتت اليوم إحدى العلامات الفارقة في سماء الرياضة العربية والعالمية.
بطولة BRAVE ليست مجرد حدثٍ رياضي، بل منصةٌ تُجسّد معنى الشجاعة والعزيمة وروح التنافس الشريف، وتؤكد أنّ البحرين باتت مركزاً رياضياً نابضاً بالحياة.
ولا يمكن الحديث عن هذا الحراك دون الإشارة إلى النهضة الرياضية الشاملة التي تشهدها المملكة، حيث تشهد البحرين يومياً تنظيم واستضافة البطولات العربية والقارية والدولية في مختلف الألعاب، مما يعكس الرؤية الثاقبة والدعم اللامحدود من القيادة الحكيمة بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، الذي جعل من الرياضة جسراً للتواصل والسلام ومصدر فخرٍ واعتزازٍ لأبناء البحرين وكل من يعيش على أرضها.
المنامة اليوم ليست فقط مدينة الجمال والأنوار، بل عاصمةُ الإنجاز والتحدي، تكتب حكايتها برياضةٍ تُنافس، وتنظيمٍ يُبهر، وشعبٍ يحتفي بكل ضيفٍ كأنه ابن الدار.
ولأنني أؤمن أنّ بعض المدن لا تُزار، بل تُعاش ..فإنّ البحرين بالنسبة لي لم تكن وجهةً في جدول الرحلة، بل كانت نبضاً في القلب.. يتجدد في كل لقاء.
صفوان الهندي