عيد فؤاد يكتب ..وبدأت ثورة التصحيح في الأهلي

جاء قرار مجلس إدارة النادي الأهلي الأخير بتعيين سيد عبد الحفيظ، عضو مجلس الإدارة، مشرفا على قطاع كرة القدم ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح داخل النادي، وخصوصا بعد تراجع مستوى ونتائج الفريق، الأمر الذي يهدد بضياع لقب بطولة الدوري الذي يحمله خلال المواسم الثلاث الأخيرة .

عبد الحفيظ تم منحه صلاحيات كبيرة، بل وإطلاق يده في فريق الكرة يفعل ما يريده للصالح العام، حيث تكمن مهامه في الإشراف على الفريق الأول، وقطاع الناشئين، والأكاديميات، والكرة النسائية، مع مطالبته بتقديم رؤية شاملة لتنمية القطاع الاستثماري في كرة القدم، بالتنسيق مع شركة الأهلي لكرة القدم، على أن تكون هناك ميزانية محددة لكل مكون من مكونات القطاع، ويأتي على رأسها الفريق الأول .

المهمة ليست سهلة ولكنها تبدو غاية في الصعوبة، ورغم ذلك فإن عبد الحفيظ سعيد بثقة مجلس الإدارة فيه، بل ولديه رغبة قوية في إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، والروح إلى الفريق الأول على وجه التحديد، الذي تسبب في حالة من القلق بين جماهيره .

الفريق يواجه الكثير من المشاكل، لعل أبرزها وقوع خلافات بين بعض النجوم وهو ما أثر على النتائج والأداء معا، وقد ظهر ذلك جليا في مباراة الأهلي الأخيرة أمام المصري من خلال مشادة محمد هاني مع زيزو، وكذلك وجود "نفسنة" بين النجوم بسبب الفوارق المالية الكبيرة التي تسبب فيها مجلس إدارة النادي، بمنح رواتب وعقودا أعلى لمحمود تريزيجيه، وأشرف بن شرقي، وزيزو، ومحمد علي بن رمضان، رغم أنهم لم يقدموا شيئا للنادي حتى الآن، بينما لم يتم تقدير موهبة وجهد لاعب مثل حسين الشحات، أو أليو ديانج الذي تمسك بالرحيل لعدم ملائمة العرض المالي الذي قدمه له النادي لطموحه من أجل البقاء والتجديد لمدة موسمين أو ثلاث قادمين .

مثل هذه المشاكل أثرت على معنويات اللاعبين، الذين شعروا بعدم التقدير وتعرضهم لظلم، وهو ما أثر على مستواهم الفني والبدني، وبالتالي كان المردود الفني سيئا للغاية .

وضحت ايضا حاجة النادي إلى "تفوير" خط الدفاع بالكامل وضم بعض العناصر السوبر الجديرة بالدفاع عن إسم النادي بكل قوة، وخاصة بعدما أصبح مستباحا، وبات النيل منه أمرا أسهل من الوصول إلى العتبة عن طريق ميدان التحرير، كما أن خط الهجوم بحاجة إلى مهاجم أو اثنين من النوع السوبر لتعويض حالة التوهان التي يعيش فيها محمد شريف الذي يعالج من الإصابة التي لحقت به، وحالة عدم التوفيق التي تلازم جراديشار على طول الخط .

عبد الحفيظ عاد لممارسة مهامه مجددا بتكليف من الخطيب أولا قبل صدور قرار مجلس الإدارة الرسمي، وفي نفس الوقت جاءعبد الحفيظ شاهرا سيف الإصلاح لإعادة الضبط والربط الذي افتقده الفريق مؤخرا، رغم تعيين وليد صلاح الدين مديرا للكرة .

مارس "فيجو" الكرة المصرية صلاحياته، وبدأ يعلن بعض القرارات الصارمة، منها اصداره قرارا بتجميد المستحقات المالية للاعبين حتى يستعيد الفريق توازنه والنتائج الجيدة، وكذلك تطبيق سياسة الثواب والعقاب حتى تستقيم الأمور .

الأهلي ينتظره تحدي كبير، ولعل البداية ستكون من خلال بطولة السوبر المصري والتي يعد الفريق الأكثر تتويجا بلقبها 15 مرة مقابل 4 مرات للزمالك ومرة واحدة لأندية، المقاولون، حرس الحدود، طلاائع الجيش، والفوز بهذه البطولة في ظل هذه الظروف قد يعيد البسمة للجماهير أما الخسارة فتعني وجود مذبحة كروية قادمة لا محالة في الفريق لن تبقي ولا تزر على معظم اللاعبين الكبار مع الإعتماد على الناشئين أمثال محمد عبد الله، الذي لفت الأنظار إليه بقوة، في إطار ثورة التصحيح التي يقودها سيد عبدالحفيظ لإعادة الأهلي إلى منصات التتويج المحلية والقارية والعالمية .

كلمة أخيرة..تحية واجبة مني لفريق الزمالك، الذي يعاني الأمرين، من حيث تأخر صرف المستحقات، ووجود مشاكل في الفريق، واللعب باسكواد أقل فنيا من النادي الأهلي، ورغم ذلك يقدم لاعبيه أداء أفضل من الأهلي ..فهل سيكون السوبر المصري بوابة عودة المنافسة الحقيقية بين القطبين الكبيرين أم يستمر مستوى الاهلي، صاحب أعلى اسكواد في القارة السمراء قاطبة في النازل والزمالك في الطالع، وينتهز بيراميدز فرصة وقوع الكبيرين ويتوج باللقب لأول مرة في تاريخه ..هذا ما سوف تحسمه لقاءات السوبر النارية أولا، التي تجمع بين الأهلي وسيراميكا كليوباترا، والزمالك وبيراميدز؟!