الكاتبة د .صفية غالى تكتب : الإعلام الرياضي.. مدرسة لتثقيف الشباب العربي


(. في زمن أصبحت فيه الرياضة لغة عالمية يفهمها الجميع، لم يعد الإعلام الرياضي مجرد وسيلة لنقل المباريات والأهداف، بل تحوّل إلى منصة واسعة التأثير، تخاطب عقول وقلوب الملايين من الشباب العربي، وتلعب دورًا مهمًا في توجيههم وتثقيفهم.
بين الخبر والتأثير
عندما يجلس الشاب العربي أمام شاشة التلفاز أو يتصفح منصات التواصل الاجتماعي لمتابعة فريقه المفضل، فإنه لا يتلقى فقط نتائج المباريات، بل يتأثر بالرسائل التي ينقلها المعلق، أو التحليلات التي يقدمها الخبراء. وهنا يظهر الوجه الحقيقي للإعلام الرياضي: ليس مجرد ناقل، بل صانع وعي.
القيم قبل الأهداف
الرياضة مدرسة في حد ذاتها، تعلم الانضباط، التعاون، احترام الآخر، وتقبّل الخسارة قبل الاحتفال بالفوز. وإذا أحسن الإعلام الرياضي تقديم هذه القيم، فإنه يساهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواجهة الحياة بعقلية رياضية متوازنة.
صحة الشباب في الميزان
مع تزايد أنماط الحياة السريعة وقلة النشاط البدني، أصبح الإعلام الرياضي مسؤولًا عن توعية الشباب بأهمية الرياضة كأسلوب حياة، لا كحدث يُتابَع من بعيد. البرامج والمواد الإعلامية التي تشجع على ممارسة الرياضة تعني شبابًا أكثر صحة، ومجتمعًا أكثر حيوية.
ضد التعصب.. مع الروح الرياضية
من التحديات الكبيرة التي يواجهها الإعلام الرياضي في المنطقة العربية ظاهرة التعصب بين الجماهير. هنا تبرز مسؤوليته في نشر ثقافة الروح الرياضية، وتقديم الرياضة باعتبارها مساحة للتقارب والتسامح، لا ساحة للتناحر والانقسام.
أبطال في عيون الشباب
لا ينسى الشباب العربي نجومه الرياضيين الذين يتابعهم بشغف، والإعلام هو من يصنع صورتهم في أذهان الجمهور. إبراز النماذج الإيجابية من هؤلاء النجوم، سواء في التزامهم أو إنجازاتهم، يخلق قدوات صالحة تدفع الشباب نحو النجاح والاجتهاد.
في النهاية
الإعلام الرياضي اليوم لم يعد مجرد صفحات رياضية أو دقائق في نشرات الأخبار، بل هو قوة مؤثرة قادرة على تثقيف جيل كامل. وإذا أحسن توجيه رسالته، فإنه سيبني شبابًا عربيًا أكثر وعيًا، أكثر صحة، وأكثر التزامًا بقيم الرياضة والإنسانية.