الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 06:39 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أشرف محمدين يكتب: حين تسقط الأقنعة وتتكلم الحقائق

النهار نيوز

نعيش في عالم تتزاحم فيه العناوين البراقة وتُغري البدايات المليئة بالوعود، لكننا سرعان ما نصطدم بالتفاصيل التي تكشف لنا وجوهًا أخرى، فنشهد سقوط الأقنعة، ثم نواجه الحقائق كما هي: صادمة، قاسية، لكنها أكثر صدقًا من كل الزيف الذي سبقها.

العناوين… بريق يخفي الشقوق

العنوان في كثير من الأحيان يشبه لافتة كبيرة تُغطّي وراءها مبنى متصدع. يسرق انتباهنا، يثير فضولنا، لكنه لا يعكس بالضرورة ما ينتظرنا في العمق. في حياتنا اليومية نلهث وراء الواجهة البراقة، ننجذب إلى اللمعان أكثر مما نتفحص الجوهر، فنقع أسرى لوهم قد يطول أو يقصر.

البدايات… وعود على المحك

أخطر ما في التجربة الإنسانية هو لحظة البداية؛ لأنها تحمل إشارات توحي بأن القادم أجمل. في الحب تكون الكلمات رقيقة والاهتمام حاضرًا، وفي العمل نُقابل بترحيب وإعجاب أولي، وفي الصداقة تُقدَّم لنا صورة مثالية من الدفء والمرح. غير أن البدايات كثيرًا ما تكون مجرد قشور، اختبار أولي قبل أن تظهر الحقيقة.

التفاصيل… مفاتيح الكشف

حين نغوص في العمق تبدأ التفاصيل الصغيرة، التي لم نُعرها اهتمامًا من قبل، في كشف الوجه الحقيقي للمواقف والناس. تلك اللمسات غير المحسوبة هي التي تفضح النوايا وتكشف من كان معنا بصدق ومن تقنّع بوجه آخر.

سقوط الأقنعة… لحظة الحقيقة

الأقنعة لا تصمد طويلًا، وسقوطها غالبًا ما يكون موجعًا لكنه ضروري. لحظة انكشاف الزيف ليست نهاية بقدر ما هي بداية لوعي جديد. عندها نرى ما كنا نتغافل عنه، وندرك أن الخداع لم يكن سوى مرحلة عابرة في رحلة الوعي.

الحقائق… الصدمة التي تحرر

الحقيقة لا تجامل، وقد تجرحنا لكنها في النهاية تحمينا من الاستمرار في الطريق الخطأ. هي التي تضع كل إنسان في مكانه الطبيعي، وتفصل بين ما كان وهماً وما يجب أن يكون واقعًا.

ما بين الوهم والحقيقة

الحياة ليست سلسلة من الخيبات، بل تدريب على الفهم والتمييز. من يتعلم قراءة العناوين بوعي، ويمنح التفاصيل حقها، ويتوقع سقوط الأقنعة، لن تصدمه الحقائق بقدر ما ستفتح له أفقًا جديدًا أكثر نضجًا ووضوحًا.