الثلاثاء 26 أغسطس 2025 07:50 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب : الاقتصاد الرياضي قبل فوات الأوان…أرض الزمالك في أكتوبر .. شاهد عيان

النهار نيوز

لم تعد الرياضة في عصرنا مجرد منافسة داخل الملاعب، بل تحولت إلى صناعة ضخمة تدر المليارات، وتُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتقديم صورة حضارية للدولة على المستوى الدولي. ولهذا، فإن خطوة وزارة الشباب والرياضة بالتصديق على التعديلات الجديدة لقانون الأندية الرياضية تعد نقلة نوعية تستجيب لمتغيرات العصر، وتفتح الباب أمام الأندية الأهلية لإنشاء شركات اقتصادية تحقق أرباحًا وتضمن استدامة الموارد.

أرض الزمالك.. قضية لم تُحسم بعد

وسط هذه التحولات، برزت أزمة أرض نادي الزمالك في مدينة 6 أكتوبر، تلك الأرض التي تبلغ مساحتها 150 فدانًا، والتي كانت مخصصة لإقامة فرع جديد للنادي منذ عام 2023. وزارة الإسكان قررت سحب الأرض، لتدخل القضية أروقة النيابة العامة للفصل في نزاع الملكية بين النادي والوزارة.

الأرض تُقدر قيمتها بمليارات الجنيهات بحكم موقعها الاستراتيجي، ما جعل الصراع عليها محط أنظار الرأي العام، وجعل جماهير الزمالك ترى فيها مشروعًا كان يمكن أن يغير مستقبل النادي اقتصاديًا واجتماعيًا.

استثمار الفرص المتاحة

بعيدًا عن الجدل، فإن ما تحتاجه الأندية الشعبية اليوم – وفي مقدمتها الأهلي والزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري – هو الإسراع في تأسيس شركات استثمارية تحمل أسماءها وتستغل شعبيتها الكبيرة.

ففرص الاستثمار عديدة:

  • إنشاء فنادق رياضية لإقامة اللاعبين قبل المباريات.
  • الدخول في مجال الملابس الرياضية وتسويق منتجات تحمل شعار النادي.
  • الاستثمار في القطاع الطبي بإنشاء مستشفيات ومراكز متخصصة لعلاج إصابات اللاعبين.
  • استغلال أسوار الأندية ومواقعها الحيوية لبناء محلات ومجمعات تجارية وعيادات، خاصة أن معظمها يطل على شوارع رئيسية ويوفر مساحات واسعة لمواقف السيارات.

جذور الفكرة

ولعل التاريخ يذكر أن المهندس محمد حسن حلمي، رئيس نادي الزمالك الأسبق، كان أول من أدرك قيمة الاقتصاد الرياضي في السبعينيات حين بادر ببناء محلات تجارية حول سور النادي، لتصبح مصدر دخل ثابت وتفتح الطريق أمام فكر اقتصادي رياضي متطور سبق زمانه.

كلمة أخيرة

لقد آن الأوان أن ننظر إلى الأندية الشعبية باعتبارها مؤسسات اقتصادية بجانب كونها كيانات رياضية. فالمنافسة في الملعب تحتاج إلى دعم مالي قوي، ولن يتحقق ذلك إلا عبر الاستثمار المؤسسي، وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف، وتحويل الشغف الجماهيري إلى قوة اقتصادية تضمن الاستقرار والتطور.