الأحد 22 يونيو 2025 01:20 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

استقال من منصب شيخ الأزهر

الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: الشيخ عبد المجيد سليم في فتواه ضد الملك فاروق : ” تقتير وتقصير هنا .. وإسراف وتبذير هناك ”

النهار نيوز

** الإنسان ظل نفسه علي الأرض ، تقاس سيرة الإنسان علي الأرض بقدر العطاء النبيل ، والسيرة الحسنة صاحبة جمال المنال ، بقي حيًا في القلوب قدر مايترك الإرث الخالد ، مابين المنحة والمحنة ، منحة الوفاء بالعهد ، ومحنة الصراع من أجل الحق
** رجال صدقوا ماعاهدوا الله ، وإحقاق الحق ، ووضع لبنة جميلة في مسيرة الحياة ، قول الحق حق لو كان مراً ، والباطل باطلاً ولوكان شهدا
** فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم ، إبن قرية ميت شهالة ، مركز الشهداء بمحافظة المنوفية " 1882- 1954"، له سيرة عطرة ، كان قاضياً شجاعاً ، تولي الحكم القضائي في قضية وقف كان ناظره فيها الملك فؤاد ملك مصر، وقد رفعت القضية عام 1946 وكان المدعي عليه الملك أحمد فؤاد يريد إدارة أملاك وقف في حوزته ، وقال الشيخ عبد المجيد سليم في منطوق الحكم القضائي : "إنه لا يجوز للملك أن ينظر وقفًا بشخصه ؛ لأنه صاحب وضع دستوري لا يجيز له القيام بأعمال مثل نظارة الوقف ، فهو يدير أملاكه بنفسه أو بأجهزته الخاصة الملكية ، أما كونه ناظرًا للوقف فهذا يجعله محل المساءلة إذا أخطأ ، والوقف تتعلق به حقوق خيرية كثيرة ، منها ما يصيب الأشخاص، ومنها ما يصيب الهيئات، وكل صاحب حق له وجهة نظره في قدر ما يؤدي إليه ريع الوقف ، فإذا وجد خطأ كان من واجبه أن يشير إليه وأن يقتضيه ، وهذا يجعل موقف الملك حرجًا، فإما أن تضيع حقوق الموقوف عليهم، وإما أن تضيع هيبة ولي الأمر" ، وأصدر القرار بعدم أحقية الملك في إدارة أملاك الوقف التابعه له
** تولي الشيخ عبد المجيد سليم منصب مفتي الديار المصرية ، ورئاسة شيخ الأزهر الشريف ، له سيرة حسنة تنبض حتي الساعه بكل القيم النبيلة الجميلة ، لم يغريه المنصب في كلمة الحق قبل منتصف القرن العشرين ، حين قال كلمته الشهيرة في الأذان والمسامع حتي الآن منتقداً أعلي سلطة في مصر حينئذ ، حينما قال كلمته الشهيرة في تاريخ مصر الخالد قاصداً بها الملك فاروق بشخصه " تقتير وتقصير هنا .. وإسراف وتبذير هناك " ، حينما كان الملك فاروق – ملك مصر – يتزوج ويقضي شهر العسل في زواج الأميرة ناريمان في فرنسا ، في حفل راقص صاخب مجون ، يغلب عليه شرب الخمر والإسراف والتبذير في حفل صاخب خارج مصر، بينما كان يتم التضييق علي ميزانية الأزهر والتقشف في داخل مصر
** كان فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم – عليه رحمة الله - يتولي منصب مفتي الديار المصرية عام 1950 وجاءه سؤال يقول : ماحكم الشرع الحنيف في رجل يراقص النساء ، ويشرب الخمر ، ويرتكب أعمالاً يحرمها الإسلام ، السؤال واضح المعني والهدف ، رد فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم " : هذه الافعال حرام ولاتجوز " ، أعتبرها القصر الملكي إسقاطاً مباشراً علي حفلات الملك فاروق ، وحفلات الملك فاروق ونزواته وشهواته خارج مصر، والتضييق علي مصاريف الأزهر في الداخل ، هناك من طلبوا منه التراجع عن الفتوي ، لكنه أصر عليها ، وضحي بمنصب مفتي الديار المصرية ، في سبيل بقاء كلمة الحق ، الإعتزاز بالمواقف الجميلة في تاريخ مصر
** تولي فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم منصب مفتي الديار المصرية بالإنتخاب " من 1929 – 1950 " ، وتم تجريده من هذا المنصب بقرار حكومي – بإيعاز من الملك بسبب فتواه ضد الملك فاروق ، تم الإلحاح علي الشيخ عبد المجيد سليم للعودة الي منصب المفتي لكنه رفض ، وتدخل الملك فاروق لإصلاح الحال والصلح مع الشيخ عبد المجيد سليم وتعيينه لمنصب شيخ الأزهر، وتم إقالته وتعيين الشيخ إبراهيم حمروش بدلاً منه ، ثم أعاده الملك في أكتوبر ١٩٥٠ ، لكنه تراجع واستقال من مشيخة الأزهر في سبتمبر ١٩٥١.
** فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم هو عالم جليل المقام في مشيخة الأزهر لكنه أصر علي موقف الشجاع الجثور، ليكون خالد الذكر ، سيرة عطرة تمشي علي الأرض حسن الكلمة الطيبه ، ونبراسًا لرجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه.