الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: العجوز الذي ارتقى ال”علاء” …ب”الرقص”

(. منذ انطلاق فرقة قنا للفنون الشعبية في بداية ستينات القرن الماضي قدم راقصوها ومنهم اخر سلسال الذهب الراقص علاء شحات عبدالباقى المشهور( بعلاء العجوز )عضو الفرقة بداية العام ٢٠٠١ من خلال مشاركاتها الكتيرة والمتعددة فى المهرجانات الدولية والمحلية رقصات تتفجر بالصدق والفن ، سواء بالكلمة او بالحركة او الجمل الموسيقية الجميلة والسلسة والمبهجة .

وصور علاء العجوز مع زملائه اعضاء الفرقة باجسادهم وقائع تصور انفعالات مجتمعنا القنائي فى أفراحه واتراحه ، فى جموده وانطلاقاته بإحساس غني بالمعاني ، والإجتراحات الفريدة، على صعيدي الشكل والمضمون. حتى انه شبهت بانها لوحات على صدر الزمن . لصدقها وروعة تجسيد راقصيها للكلمة والجملة الموسيقية في لوحات تشكيلية بارعة الرسم.

والرقص الشعبي القنائي وحي من نبع الحياة و رمزاً صميماً لأصالتنا فى أروع معانيها ، وعمق بساطنها وصفاء سجيتها وروعة مكانتها ويظهر هدا جليا في اللوحات الاستعراضية التي قدمتها الفرقة والتي استمدت من حكاياتنا الشعبية التى تعد من أهم ذخائرنا ، ونفائس تراثنا المتدفق من أعماق جذورنا الرقص"

(. والفنون الشعبية تمثل تعبيرًا شعبيًا، وترفيهيًا في الغالب لثقافة ماضية أو حاضرة ، وتضم مصر الغنية والثرية ثراء كبيرا، لا نجده في مكان آخر، عشرة مناطق متميزة ابرزها منطقة قنا ترقص أكثر من خمسة وعشرين رقصة متميزة وأكثر من عشر رقصات متشابهة وان دل ذلك على شيء فإنما يدل على احتفاظ مصر لفنونها وموروثها الثقافي الذي توارثته من عصور قديمة، وحضارات عظيمة رسمت وصبغت وجه مصر الحالي بصبغة مصرية أصيلة متميزة.

ولكن بيئة في مصر فنونها الشعبية المختلفة والتي تميزها عن غيرها وتؤثر في غيرها من البيئات الأخرى، فحيث تتميز البيئة البدوية برقصها وفنونها الشعبية رغم بعض الاختلافات من بيئة بدوية لأخرى، إلا أنها لا تختلف اختلافا جوهريا ولكنه اختلاف يميزها، وكذلك الحال بالنسبة لبيئة الريف فان لكل بيئة تميزها، وكذا تتميز شبيئة المدينة من منطقة لأخرى، وبهذا يتضح الشكل العام ووجه مصر الفني من بيئاته الشعبية الثلاث البدوية والريفية والمدنية.

الفن الشعبي لم يُحدد تاريخ بداياته بعد، إلا أنه يُمكن اعتباره الفن المُبتكر بين جماعات تعيش في إطار مجتمع متطور، ولكنها، لأسباب جغرافية أو ثقافية، منفصلة إلى حد كبير عن التطورات الفنية العالمية في عصرها، وتُنتج أنماطًا وأشياء مميزة تُلبي الاحتياجات والأذواق المحلية. يُمثل نتاج هذا الفن مُركبًا فريدًا من الدوافع البدائية والممارسات التقليدية التي تخضع لتأثيرات مُعقدة وتطورات محلية للغاية؛ وبغض النظر عن الاعتبارات الجمالية، تُقدم دراسة الفن الشعبي معلوماتٍ مُفصلة فيما يتعلق بالعلاقة بين الفن والثقافة .

يُعتبر عنصر التمسك بالتقاليد (استمراريتها لفترات طويلة) أساسيًا في الفن الشعبي، كما هو الحال في الفولكلور. في سياق معزول، غالبًا ما تكون الأفكار المتطورة التي تتسرب متأخرة ومبسطة، وهناك ميل طبيعي نحو المحافظة . تحافظ التقاليد المحلية والقديمة على رسوخها. من المرجح أن تستمر الأشكال العملية والزخارف المألوفة، وتكون التغييرات تدريجية مقارنةً بالابتكارات المفاجئة الممكنة في الفن المتطور.

ومع ذلك، فإن الفردية والإبداع الثابتين يؤثران على الأسلوب المألوف، والفن الذي لا تقيده قواعد جمالية اعتباطية يتخذ اتجاهات جديدة عديدة. لذا، فإن المزيج المتقلب من العناصر الثابتة والمبتكرة ذو أهمية بالغة.

.