أيمن سلامة : لماذا تزور ” صاحبة الدولة ” بيلوسي تايوان وتَقُض مضاجع العالم ؟

تطلق الكثير من الدول مصطلح "صاحب الدولة" علي رئيس البرلمان الممثل للإرادة الشعبية، وتجعل بعض الأنظمة السياسية صاحب الدولة في مرتبة تكافئ مرتبة رأس الدولة تفعيلا وتشريفا.

ألقى الجدل حول زيارة رئيسة مجلس النواب العنيدة "نانسي بيلوسي" إلى تايوان بظلاله على الإنجازات الرئيسية للكونغرس في الاستجابة للتحديات متعددة الأوجه التي يشكلها سلوك الحكومة الصينية، وتجدر الإشارة إلي أن الكونجرس يلعب دورًا رئيسيًا في تقوية استجابة الولايات المتحدة للصين بطرق تتجاوز بكثير رحلة بيلوسي المحتملة إلى تايوان.

بعد مداولات مطولة استمرت أكثر من عام، تمت الموافقة على حل وسط في مجلس الشيوخ في 26 يوليو ومجلس النواب في 28 يوليو بشأن قانون الرقائق والعلوم بقيمة 280 مليار دولار، والذي يدعم الولايات المتحدة في مجال المنافسة مع الصين في صناعات التكنولوجيا العالية والقوى العسكرية التي تعتمد على التكنولوجيا العالية.

تدعم الإنجازات الأخيرة دور الكونجرس في قيادة والتأثير على التشدد الملحوظ في سياسة الولايات المتحدة التي تستهدف الصين منذ أواخر عام 2017، ويثبت السجل أن هذه السنوات هي الفترة التي مارس فيها الكونجرس التأثير الأكبر في توجيه الولايات المتحدة سياسة الصين.

منذ عام 2018 ، غالبًا ما يُنظر إلى تحديين في الكونجرس وفي أماكن أخرى في واشنطن على أنهما تهديدات وجودية وخطيرة بشكل خاص للولايات المتحدة، الأول هو الجهد الصيني لتقويض الولايات المتحدة، والثاني هو الجهد الصيني للسعي للهيمنة على صناعات التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل، فالهيمنة الصينية ستجعل الولايات المتحدة تابعة للقوة الاقتصادية الصينية، ولأن هذه التكنولوجيا ضرورية للأمن القومي الحديث ، وخاضعة للقوة العسكرية الصينية يظل السعي لتجنب الهيمنة الصينية دافعًا عامًا قويًا لجهود الأغلبية من الحزبين الجمهورية و الديمقراطي، في الكونجرس للدفاع عن الولايات المتحدة ضد ممارسات الصين.

لم يقتصر التراشق الإعلامي والتشاحن الدبلوماسي علي الصين الشعبية وحسب، ولكن الجديد في الأمر أن ظهر اليوم الثلاثاء حذر الكرملين الولايات المتحدة من أن الزيارة المتوقعة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان ستضعها في مسار تصادمي مع الصين وتثير توترات في المنطقة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع الآن ما إذا كانت ستصل إلى هناك أم لا، لكن كل ما يتعلق بهذه الجولة والزيارة المحتملة لتايوان استفزازي تماما”.

ختاما ، اشرأبت الأعناق ، وتحجرت المُقَل في العيون ، وبات العالم يتأهب للمآلات الخطيرة لزيارة العنيدة " بيلوسي " لتايون ، وتبقي في النهاية التؤدة و الكياسة التي من المُأَمل أن تتسم بها جميع الدول حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه في نهاية المطاف غير البعيد .