خالد سالم الكثيري يكتب: إختار الرفيق

اختار الرفيق قبل الطريق

فالصاحب كما يقولون ساحب
إما أن يكون ساحبا للنجاة
أو أن يكون ساحبا للهلاك
فقد كتب رجل ينصح أخا له في الله فقال له إن الدنيا حلم والآخرة يقظة والموت متوسط ونحن في أضغاث أحلام
من حاسب نفسه ربح
ومن غفل عنها خسر
ومن نظر في العواقب نجا
ومن أطاع هواه ضل
ومن حلم غنم
ومن علم عمل
فإن زللت فارجع
وإذا ندمت فاقلع
وإذا جهلت فاسأل
وإذا غضبت فأمسك
هكذا يكون الخليل الناصح
ومثل هؤلاء بعد الله عزاء عند المصيبة وتسرية حين الكروب والشدة وسلوة وفائدة عند اللقاء والصحبة
وقد جاء في القرآن الكريم والسنة المطهرة ذكر القرين والرفيق والخليل مصحوبا بتوجيهات نافعة وإشارات تربوية هامة
وإذا كان المرء في هذه الحياة لابد له من صاحب يتحدث معه ويشكو له ويسليه وينصح له
فشأن إختيار الصاحب من الأهمية بمكان
ولابد من الإجتهاد في إختيار الصاحب والخليل
فكل قرين بالمقارن يقتدي
قال أهل العلم ولاينبغي للمرء أن يهمل إختيار من يصلح للصحبة
لأن للصحبة تأثيرها البالغ على المرء
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "الرجل على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل"
ويحدد العلماء الخصال التي ينبغي توفرها في الصاحب
يقول إبن الجوزي رحمه الله ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال
أن يكون عاقلا حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص علي الدنيا
ومن إجتمعت فيه تلك الخصال فإن صحبته لا ينتفع بها في الدنيا فحسب
بل ينتفع بها في الدنيا والآخرة
وعلى هذا يحمل كلام بعض السلف حيث يقول استكثروا من الإخوان الصالحين
فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة