قهوتي وحريتي..

مثل كل صباح تستيقظ... وتقول في نفسها اليوم سيكون يوما جديدا... يوما مغايرا....

حينما بدأت تحاول كشف أسرار هذا العالم... بقلب الطفلة الخائفة: كيف سيكون وقع خطواتها ما بين الداخل والخارج... المرواحة بين عالمين... وإحداث التوازن بينهما؟!!

الجرأة... هو ما كان ينقصها... فقط قليل من الجرأة حتى تُفهم بطريقة صحيحة...تتساءل كيف يمكنها البدء ؟؟
وليس هناك من يعير هذا التساءل أي اهتمام... ليس هناك من تأخر... الكل أو لنقل نسبة كبيرة جدا من البشر... اندمجوا بطريقة طبيعية في الواقع...

الواقع بالنسبة لها هو عالم جانبي عليها أن تدخله...
ثم نظرات الآخرين تحاول أن تضعها في إطار حالما يرونها...وهنا تزداد المهمة صعوبة... فهذا كان يقلقها كثيرا لأنه كان يحد من حريتها...وهي تريد أن تسابق الأحلام... تريد أن تضحك بأعلى صوتها... وتوزع نجوما وأقمارا صغيرة كلما تلبدت الغيوم...

تريد أن تعلم الإبتسامة لمن لم يحفظوا أو غيروا الطريق...
وأيضا تريد أن تكتب حروف الشعر بكلمات بسيطة تقولها لمن لم يعرف إلا الأيام المتسارعة في نبض الروتين اليومي... لا وجدان في محراب الخيال يهطل بكل الألوان كلما شحت عناوين القلوب المفعمة بالود...

الود...؟!!!
هناك من لم تكن في قاموسه... لأنه ببساطة لم يعرف معناه...!!!
كيف يكون اذن للحياة طعم؟!!
كيف يمكن أن نتنازل عن هذا الكم الهائل من الإنسانية... ونحن نجتاز كل البحار بباخرة تنقل فقط المؤونة...

أين نحن من كل الحب... وكل الطمأنينه التي نتوارثها أو نتقاسمها...أين نحن من علياء الشعور الذي نسعد به الآخر فنسعد بدورنا وكأننا كنا نعرف بعض من أزمنة وحقب....

هكذا يكون للوقت معنى... وهكذا هي تحلم بتاريخ الإنسانية... التغيير يبدأ بشعور إيجابي... مع ارتشاف قهوة الصباح... كانت تقول لنفسها: اليوم سيكون مغايرا...!!!