د. آمال صالح تكتب: الحلقة المفرغة...! (1)

أجلس كثيرا مع نفسي... كنت فيما مضى أحاسبها كثيرا إلى حد العقاب النفسي الذي ينتهي بالبكاء...كيف ولماذا... وكم أنا غبية....؟!!!
وأحيانا كنت أحاول أن أجد سببا لآلامي...فلا أخرج من الحلقة المفرغة ( le cercle vicieux ).
مهما أخطأنا في مسار حياتنا... وضيعنا حياة كنا نأمل أن تكون أجمل... فإن تأنيب النفس والبقاء في تلك الدائرة السلبية لن يغير شيء بل بالعكس سنستقطب طاقة سلبية أخرى تعيقنا فعلا عن المسار الحقيقي للحياة...!!!

قضيت فترة من حياتي على هذا الحال... ثم جاءت اللحظة الصفر...أو ربما توالت لحظات بين كل فترة وأخرى لتنقلني إلى وعي موضوعي، بعبارة أخرى أتأمل ما عشته وكيف كانت ردات فعلي... ولكن ليس لأغرق نفسي كما تعودت في حالة من العبوس والأحزان... ولكن لإطلاق كل ما رسب في أعماقي من قيود تجعلني أسيرة...أبحث بلا جدوى عن الخروج من الحلقة المفرغة...

هذا الوعي الموضوعي بالنسبة لي هو خروج من الذات والتحرر من كل الهالة السلبية التي تسيطر عليها... سمحت لنفسي أن أخرج بعيدا حتى أرى وأبصر الأشياء بعين مجردة تفهم وتتعاطف... وبدأت أخرج من تحليل كل شيء... وإحساسي المرهف الذي يعذبني ببغية تفسير كل شيء...

حرروا أنفسكم من البوتقة الضيقة... أعطوها نفسا آخر... نظرة طموحة للتغيير... ولكن من الداخل...
استلهام المدى... أن تتسع رؤيتنا لمن حولنا... بمعنى اخر لا نجعل من يحيطون بنا في ميزان... لا نحكم عليهم بمجرد هفوة... التعاطف بيننا هو الرحمة وهو عمق الجمال الذي يمكن أن نحمله بداخلنا ...
نحن بحاجة إلى هذ الجمال لتقبل الأشياء... ثم الأشياء البسيطة في الحياة التي تسعدنا...نحاول أن نستشعرها من حين لآخر لأنها هي بداية التجديد...
أن نكتب نحن أنشودة الحياة ولكن بكل ما فيها من اتساع... نتشبه بالطبيعة في دورانها بكل تلقائية دون الوقوف أو التذمر...

أكرموا من تقابلوه ولا تندموا...لأنكم سترون أشياء جميلة تزهر داخلكم... هي لذة العطاء!!!

دمتم برحابة المدى تشعون حبا وشموسا دافئة لكل من لم يخرج بعد من الحلقة المفرغة... !!!