الخميس 22 مايو 2025 10:35 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : انهيار الجيش السوري بسرعة البرق و السهم و الطرف

النهار نيوز

يعد انهيار الجيش السوري مؤخرًا تطورًا مثيرًا، وينبغي تحليله من عدة زوايا لفهم العوامل التي أدت إلى هذا التراجع المفاجئ. كانت هناك العديد من التطورات العسكرية والسياسية والاقتصادية التي ساهمت في انهيار الجيش السوري، ويمكن تلخيص هذه الأسباب فيما يلي:

1. الضغط العسكري وتقدم المعارضة:

شنت المعارضة السورية المسلحة هجومًا واسع النطاق خلال الأسابيع الأخيرة، خاصةً في مناطق إدلب، حلب، وحماة. قادت هيئة تحرير الشام (HTS) وقوات المعارضة المدعومة من تركيا هذا الهجوم، واستطاعت السيطرة على أراضٍ واسعة، بما في ذلك مدينة حلب وأجزاء من ريف دمشق. هذا التقدم كشف ضعف القدرات العسكرية للنظام السوري، خصوصًا بعد انسحاب القوات الروسية جزئيًا من دعم العمليات الجوية للنظام.

2. تراجع الدعم الروسي:

كان الاعتماد الكبير للنظام السوري على الدعم الروسي، لا سيما في العمليات الجوية، من أهم أسباب صموده في السنوات السابقة. ومع انشغال روسيا بحرب أوكرانيا، تضاءل دعمها للنظام، ما أضعف قدراته العسكرية وأدى إلى فقدانه السيطرة على العديد من المناطق. كما أن نقص القيادة الروسية المباشرة أدى إلى ارتباك في تنظيم العمليات العسكرية للنظام.

3. الأزمة الاقتصادية وتدهور الروح المعنوية:

يعاني الجيش السوري من نقص التمويل والمعدات نتيجة للعقوبات الاقتصادية والفساد المستشري. كما أن تدهور الظروف الاقتصادية للجنود وتراجع الرواتب أثر سلبًا على الروح المعنوية، مما أدى إلى حالات فرار واستسلام متزايدة بين صفوف القوات النظامية.

4. استراتيجية المعارضة وتغيير التوازنات:

اتبعت المعارضة المسلحة استراتيجية محكمة تستهدف مواقع استراتيجية كانت تُستخدم لشن الهجمات بالطائرات بدون طيار ضد المدنيين في إدلب. الهجمات المكثفة بالطائرات المسيرة الروسية التي استهدفت المعارضة في العامين الماضيين دفعت المعارضة للرد بشكل حاسم لتغيير الواقع على الأرض. الهجوم الأخير لم يهدف فقط إلى استعادة الأراضي، بل إلى فرض واقع جديد يضعف قدرة النظام على شن هجمات مستقبلية.

5. دور القوى الإقليمية والدولية:

تسعى تركيا، التي تدعم فصائل المعارضة المسلحة، إلى تحقيق مكاسب على الأرض تُعزز نفوذها في المنطقة. من جهة أخرى، لم يُظهر المجتمع الدولي استجابة حاسمة تجاه التصعيد الأخير، ما أتاح للمعارضة فرصة التقدم دون مقاومة دولية كبيرة.

6. العوامل الإنسانية والسياسية:

كان للتدهور الإنساني في المناطق التي يسيطر عليها النظام دور في تفاقم الوضع، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء والماء والخدمات الأساسية. كما أن النظام فشل في تحسين ظروف المعيشة في المناطق التي استعادها من المعارضة، مما أدى إلى ضعف الحاضنة الشعبية لقواته.