للكبار فقط .. احمد قنديل يكتب ” رجل في ثوب إمرأة ”


- الأرملة أو المطلقة سيدة فاشلة !
- الأرملة أو المطلقة سيدة محرومة من العواطف ويمكن إستمالتها !
- الأرملة أو المطلقة لابد وأن تبقى دون زواج من أجل أبناءها !
- الأرملة أو المطلقة تبحث عن علاقة محرمة على مواقع التواصل الإجتماعي !
- الارملة أو المطلقة الوحيدة التي ليست خاضعة للرقابة ، وقد يتصور البعض أنها تفعل ما تشاء !
-عزيزي القارئ أكمل قراءة المقال ولك الحكم .
من المؤسف أن البعض إن لم يكن أغلب أفراد المجتمع ينتظرون إلى المرأة الأرملة أو المطلقة نظرة غير عادلة في أغلب أمورها الخاصة ، كذلك المرأة الوحيدة التي تأخر زواجها !
هذه النظرة تكاد أن تكون سبباً في إنحرافها أو إنجرافها نحو تيار معاكس تماماً غير الذي كانت تتمناه .
فمثل هذه النظرات الخاطئة تكن في أغلب الأحيان سبباً أصيلا في إنتحار بعض النساء والفتيات بعدما يصيب اليأس ، والإحباط قلوبهن قبل سواعدهن .
والعجب كل العجب أن هؤلاء الذين يتربصون بمن كسرت الأقدار قلوبهن ، واراد الله تعالى ابتلائهن في حياتهن الزوجية كأى ابتلاء اخر مثل ابتلاء الصحة والمرض ، الفقر والغنى ، بل وفي أغلب الأمور يحاولون تشويه سمعتهن!
قد يبتلي الله تعالى هذه المراءة وهو أعلم بما سوف تفعل ليرى سبحانه وهو عليم بكل شئ ، ماذا ستفعل .
أتجزع أم تكن من الشاكرين ؟
ولما لا يكن مراد الله تعالى هو إمتحان واختيار لمن حولها وللمجتمع المحيط بها ، كي يمحص قلوبهم ؟
بعض الناس ينظر إلى المرأة المطلقة على أنها إمرأة فاشلة لم تستطع الحفاظ على زوجها وأسرتها ، ويلقون كل اللوم عليها دون أن يترفقو بها ، ولا يعلمون أنه من الممكن أن تكن هذه السيدة قد تحملت مالايطاق كي تظل العلاقة قائمة ، وللاسف الشديد قد يأتي أحدهم ليمارس هوايته المفضلة في اصطياد فرائسه وضحاياه ، لينسج خيوطه حول هذه المرأة المنكسره دون أن يتمهل ، ويتروى ، وبفكر في عقاب المولى عز وجل الذى توعد به المجرمين .
ويظل يطوف حول هذه الضحية ليدرس حالتها النفسية ، وما تحتاجه فى هذا التوقيت والظرف الحرج !
فيبدأ بإيعاضها عن القسوة لينا ، وعن الجفاء حنانا ، وعن الهجر وصلا ، وعن القهر عطفاً بطلاوة حديثه ، وأفعاله ،
وغالباً ما تكون شخصيته الحقيقية مغايرة للواقع الذي يعيشه والوجه الذي يتخفى خلفه، تماماً كالساحر الذي سحر أعين الناس بوهمه وسحره لأنهم أرادوا ذلك واستسلموا له !
قد تقع تلك المرأة أحياناً فى براثن هذا الذئب ، معتقدة أنه ذلك المنقذ الذي سيعوضها عما عانت من التجربة الماضية،
وقد يكون السبب الرئيسي في وقوعها في مثل هذه العلاقات الوهمية ، الأهل والأصدقاء المقربين المحيطين بها .
فغالبا ما يكن ذلك بسبب نظراتهم الدائمة إليها كامرأة فاشلة ، وعدم العطف عليها ، واحتوائها ، وعدم وجود من يحنو عليها ، ما يجعلها أحيانا تهرول نحو أول علاقة تقابلها بعد نكستها دون تفكير في أي شيء إلا شيئا واحداً هو :
-أن تثبت أنها ليست فاشلة كما يظنون
-أنها ليست معقدة وقادرة على بناء علاقات عاطفية
-أنها مازلت محط أنظار الرجال
-انها قادرة على نسيان الجرح الذي خلفته تلك العلاقة المنتهية وتخطي هذه التجربة ..
لكن هذا ليس مبرراً لها أن تفعل أشياء تتعارض مع العادات والتقاليد الحميدة المألوفة للجميع .
ولا يمكننا التعميم فيما سبق ذكر سواء من ناحية الرجال أم من ناحية النساء ، فقد نجد من الرجال من هو جاد في بناء علاقة سوية شريفة تنتهي إلى بناء أسرة جديدة..
وفي المقابل أيضاً هناك سيدات في قمة الوعي الديني والخلقي ويستطعن التمييز بين هذا وذاك .
أيضاً قد يقسو المجتمع على المرأة الأرملة بتقييدها خلف أسوار تربية الأبناء ، وعدم الزواج مرة أخرى إذا ما أرادت ذلك ، مما يكون فيه الحرمان لفتيات في مقتبل العمر ، بحجة الولاء للزوج بعد وفاته تارة وتارة أخرى بحجة تربية الأبناء ، ولما لا تتزوج الفتاة الأرملة إن أرادت ذلك ، والغالبية منهن تخشى اللوم ، ونظرات المجتمع لها ، خصوصاً نظرات المقربين لها ، والحكم عليها بأنها خانت زوجها ، ولم تبقى على عهده ،وانها تفكر في إشباع رغبتها الجنسية..
ليس كل هذا فحسب ، بل يرى الجميع أنه لابد وأن تلزم بيتها ولا تتحدث مع الآخرين ولا تعيش حياتها بحرية في نطاق الشرع والعرف المتبع كسائر السيدات !
فيضعون لها عدة حواجز وعقبات ، وقيود تجعلها تتمرد على هذا الوضع المهين لانوثتها ، وأحيانا تكن تلك العقبات هى الدافع نفسه الذي يدفع بها إلى بناء علاقة غير شرعية في الخفاء خشية من اللوم ونظرات المجتمع ، واحيانا تدفعها تلك القيود إلى الزواج الغير شرعي في الخفاء
ولاسيما أن هنالك من تحتضن أبنائها وتعيش حياتها معهم عوضاً عن رب الأسرة ، لكن بإرادتها هي دون ضغوط تدفعها نحو ذلك .
وهنا لابد وأن ينتبه الجميع أن الحلال الذي يتم رفضة في العلن أحياناً يصبح حراما يتم فعله في الخفاء ..
أيضاً لابد وأن يوقن هؤلاء المتطفلين أن ليست كل امرأة تتحدث بما فى خاطرها عن موقف أو تجربة عاصرتها ..
فيظن بعضهم أنها تبحث عن ذلك الفتي الذي يملأ فراغها
فتراهم يهرولون إلى أي من صفحات التواصل الإجتماعي المدون عليها مطلقة أو أرملة !
ظنا منهم أنها فريسة سهلة يستطيعون النيل منها!
لا ، لابد وأن يعلموا أن هناك خصوصية في الحديث وأيضا في العلاقات ، فلا يفرض أحدهم ذاته على من كسر القدر قلبها ، ويحاول النيل منها .
أيضاً يخطئ من يظن أن الفتاة أو المرأة الوحيدة بوجه عام دون وجود أحد من أقاربها أنها امرأة لاتخضع لاداب وأخلاق وعادات وتقاليد المجتمع الحميدة ..
فيخيل له أنه يستطيع أن يستميل عواطفها بسهولة ، لكنه لا يدرك أن من قسى عليها الزمن ، وتحملت المسؤلية صنعت منها الأقدار والعواصف التى عصفت بها رجلاً متخفيا في ثوب امراة ..
أخيراً أحسنوا الظن ولا تكونوا سبباً في ضياع القلوب ولا سببا في انحراف القوارير
"فالنساء مكانها القلوب لا استحواذ الشياطين"
"ولا تكسروا قلوب المنكسرين"