الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : دريد لحام يبع سرواله .. ثمن كسوة 300سوري

التقيت الفنان الرائع دريد لحام واحد من ابرز نجوم الكوميديا في الوطن العربي مرتين خلال ال (38)سنة الماضية ،المرة الاولى في الكويت في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي لإجراء حوار شامل معه لمجلة"الرياضي العربي"، التي كنت اعمل فيها سكرتيرا للتحرير ، والمرة الثانية في دمشق في العام(2005)اثناء الحملة التي شنت عليه بعد تصريحه الشهير بإن التطبيع مع إسرائيل آت لا محالة،وانه الا يعارض التطبيع طالما أنه يتم وفقا لمبادرة السلام العربية من عام 2002”،التي تشترط لإقامة علاقات مع إسرائيل ، إنشاء دولة فلسطينية “مستدامة” تكون القدس الشرقية عاصمة لها؛ و”حق العودة” للاجئين الفلسطينيين؛ و”إعادة الأراضي العربية المحتلة”، مثل هضبة الجولان لسوريا.

وتصريح الفنان العبقري دريد لحام لم يكن رأي او رؤية يتبناها وانما كان قراءة مشهد لا اكثر ولا اقل، بعد النجاح الاسرائيلي في تنفيذ مخططه الذي اشتمل على ثلاث مراحل كالتالى:

(. المرحلة الأولى (مرحلة الاستطلاع والبحث عن الطريق) حيث اقتصرت على علاقة إسرائيل مع مصر والأردن وفقاً لاستراتيجية إسرائيلية خططت لبناء علاقاتها مع الدولتين ليكونا قاعدتين لتوسيع شبكة العلاقات مع باقى الدول العربية....

(. والمرحلة الثانية (مرحلة التغلغل والتوسع) وقد استغلت إسرائيل التكالب الاقليمي على العرب بعد ان باتوا ضعفاء وسط عالم متوحش. وجريا وراء مقولة "لايفل الحديد الاّ الحديد"، ذهبت بعض الدول الى اميركا واسرائيل للتحالف معها كي تؤمن حمايتها من التهديدات الخارجية المستجدة، اقليمية كانت او دولية، ولن نستبعد ان تكون هذه الدول رسميا ضمن حلف الناتو الموسع مستقبلا، الذي جرى الحديث عنه قبل سنوات.

(. أما المرحلة الثالثة (مرحلة الانتشار) حيث أقامت خلالها علاقات دبلوماسية مع ٩ دول عربية ووقعت عشرين اتفاقية تعاون ، مستغلة غياب الرؤية الموحدة لدول المنطقة في حل القضية الفلسطينية والقضايا الاخرى، فتفرقوا ودفعت ببعضهم الاطماع الى مواقف وسياسات غير واقعية،

وقد حاول البعض تشويه صورة الفنان المبدع لغايات نفث السموم وتعظيم الكراهية على الشخصيات العامة من خلال القفز على الفاصل الشفاف الملتبس بين العام والخاص والخلط بينهما من خلال تفسير ما يخرج من افواههم كرأي او رؤية او وجهة نظر في قضية ما او موضوع محل اهتمام الناس وفق أهوائهم مما يعد جريمة وإغتيال شخصية معروف بمواقفه العروبية والوطنية والانسانية والتي وصلت في يوم من الايام قرر ان يبيع سروال (غوار الطوشة) في مزاد لتوفير الكسوة لأكثر من 300 سوري. وهو الذي أدى به هذه الشخصية سنوات طويلة ولذلك هذا السروال ليس قطعة قماش مر عليها الزمن بل هو أقرب

إلى خزانة قصص مذهبة تطوي بين خيوطها زمنا من الاحتيال والمقالب ومن بدع تلفزيونية على مدىى

أكثر من نصف قرن حاول من خلالها الممثل والمخرج دريد لحام رسم البسمة،ولم يكتف بذلك بل قال دريد لحام: مستعد لتقديم نفسي مزاد خيري وليس مقتنياتي الفنية مقابل تدفئة طفل سوري ، انها فرصة كنت ابحث عنها واحد فينا عم يبحث عن فرصة لكي اعمل فيها شيء ،ولقيت الفرصة بأنه أقدم لهم سروالي فمن أحلى هبات الله للإنسان هو القدرة على ملامسة قلوب الآخرين أنت لما حدا بردان وبتعطيه كنزة بتكون لمست قلبه ما لمست جسمه.