عيد فؤاد يكتب :النشامى والعنابي متعة عربية في القارة الآسيوية


قدم العرب أداءا مشرفا في نهائيات كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم في نسختها الثامنة عشر التي تقام مبارياتها في قطر منذ الثاني عشر من يناير الماضي، ويسدل الستار على فعالياتها في العاشر من فبراير الجاري، وظهر هذا جليا من خلال المستوى الرائع الذي قدمه المنتخبان الأردني والقطري، واللذان حجزا مقعديهما في نهائي البطولة عقب إطاحة الأردن بكوريا الجنوبية، وقطر بإيران .
إذا نظرنا أولا إلى المنتخب الأردني والذي يقوده المغربي، الحسين عموتة، نجده قد نجح في صنع ملحمة كبيرة مع فريقه توجت بتأهل النشامى للمرة الأولى في تاريخه إلى المباراة النهائية للبطولة، رغم أنه قد تولى المسؤلية قبل ستة أشهر ونصف فقط من انطلاق البطولة الكبرى.
خلال تلك الفترة البسيطة استطاع أن يعد منتخبا قويا شرف الكرة العربية بعد ذلك، حيث افتتح مشواره في دور المجموعات بالبطولة الآسيوية بالفوز على ماليزيا، والتعادل مع كوريا الجنوبية، والخسارة من البحرين صفر/1، ثم أطاح بالعراق، ومن بعدها طاجيكستان، ثم كوريا الجنوبية على التوالي خارج البطولة، على طريق الوصول للنهائي الكبير، بحثا عن منصة التتويج، وهو إنجاز مشرف يحسب للقائمين على اللعبة في المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة بقيادة الأمير علي بن الحسين بن طلال، والذين كان لهم دورا كبيرا في رسم البسمة على وجوه الشعب الأردني بصفة خاصة والعربي بصفة عامة .
لم يحدث هذا من فراغ، ولكنه جاء نتيجة التخطيط العلمي المدروس، والقواعد الصارمة واللوائح الجيدة للعبة في البلاد.
الطبيعي أن تكون النتائج رائعة، وبداية لجني الثمار والإقتراب خطوة أكبر من التتويج باللقب الغالي وسط مساندة كبيرة على كافة المستويات، الرسمية والإعلامية، والشعبية .
هنئيا للنشامى هذا الانجاز الكبير، وبالتوفيق دائما فيما هو قادم، فالإخلاص، والعمل الجيد، والإبتعاد عن المجاملات لابد أن يأتي بنتائج مرضية، وهو ما حدث فعلا في هذه النسخة الاستثنائية من البطولة الآسيوية .
على الجانب الآخر نجد أن الإتحاد القطري لكرة القدم برئاسة جاسم راشد البوعينين قد اتخذ قرارا مفاجئا للكثيرين قبل انطلاق البطولة بست وثلاثين يوما بالتمام والكمال بعدما قرر إقالة البرتغالي كارلوس كيروش وتعيين الأسباني ماركيز لوبيز مديرا فنيا خلفا له .
وعلى الرغم من قصر المدة ما بين إقالة كيروش وتعيين لوبيز إلا أن لاعبي العنابي لم يتأثروا باختلاف المدارس الكروية، ما بين البرتغالية إلى الأسبانية، حيث انسجم اللاعبين مع مدربهم الجديد سريعا، بعدما استطاع الاستقرار على توليفة جيدة من العناصر المتميزة نجحت في تحقيق نتائج رائعة على طريق المحافظة على اللقب الآسيوي الذي يحملونه منذ عام 2019 .
بدأ العنابي مسيرته في البطولة بالفوز على لبنان، طاجيكستان، الصين، في دور المجموعات، ثم أطاح بالفريق الفلسطيني"الفدائي" البطل في دور الـ 16، وأخرج أوزبكستان، ثم إيران ليصعد للمباراة النهائية بعد أداء ونتائج رائعة ومشرفة للعرب جميعا، أكدت على ان الكرة القطرية تعيش أزهى فتراتها، وأن العنابي لم يخذل جماهيره ومحبيه يوما ما، ولكنه كان في الموعد والزمان والمكان المناسبين، وبات قريبا من تحقيق حلم المحافظة على اللقب القاري الكبير، ويكفيه فخرا مع شقيقه منتخب النشامى أنهما عوضا إخفاق عرب افريقيا في "الكان 2024 " بكوت ديفوار والتي يسدل الستار عليها 12 فبراير الجاري، بل وأكدا على أن الكرة العربية ستظل بخير طالما فيها أسود تعرف جيدا كيف تدافع عنها في المحافل الرياضية، مثل أبطال العنابي، والنشامى، وأن كلا المنتخبين فائزين، بغض النظر عن حسم أيهما نتيجة المباراة النهائية لصالحه..تحية للنشامي، ومثلها للعنابي ودامت انتصارات العرب في كافة المجالات وعلى رأسها الرياضية .