عيد فؤاد يكتب : فضيحة بجلاجل والبركة في حازم


ما حدث لمنتخب مصر الأول لكرة القدم في "الكان" أثناء مشاركته في أمم افريقيا بنسختها الرابعة والثلاثين المقامة في كوت ديفوار ويسدل الستار على فعالياتها في الحادي عشر من فبراير المقبل أقل ما يوصف عنه أنه فضيحة .
فضيحة، لأن الخروج جاء على يد منتخب أقل أمكانيات من منتخبنا الوطني . فضيحة لأن تصنيف منتخب الكونغو الديمقراطية في آخر تصنيف لـ FIFA عن شهر ديسمبرالـ 67 بينما تصنيف منتخب مصر الـ 33 عالميا .
فضيحة لأن هناك مجاملات فجة شابت اختيارات روي فيتوريا لقائمة الـ 27 لاعبا التي شاركت في البطولة الافريقية، كما أن هناك نوايا سيئة، مع عدم الإخلاص لتيشيرت المنتخب، مع تشفي البعض الآخر في خروج المنتخب من البطولة، وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه، وأن الخروج المخزي كان نتيجة طبيعية في ظل وجود اتحاد أكثر ما يهمه التشبث بالمناصب التي تقلدوها، بعيدا عن تطوير اللعبة أو كيفية النهوض بها ووضع منتخبنا الأول في المكان الذي يليق به وسط الكبار رغم اننا كنا أسياد القارة واكثر منتخباتها تتويجا بكأس البطولة 7 مرات والذي أصبح بالنسبة لنا ذكرى نحتفي بها فقط ولا نعمل من أجل استعادة ريادة القارة.
فضيحة لأن نجوم الاتحاد "الكويرة" حازم إمام، ومحمد بركات، عضوا مجلس إدارة اتحاد الكرة، صاحبي فكرة اختيار الخواجة البرتغالي الذي لا توجد عنده دراية كافية بالكرة الأفريقية تركاه يفعل ما يريد بالمنتخب واتجها للشو الإعلامي، وتقديم البرامج في الإذاعة والفضائيات بحثا عن المصلحة الشخصية على حساب إسم وسمعة مصر الكروية .
فضيحة لأن روي فيتوريا الضعيف فنيا، والمفلس فكريا، لم يكن يستحق أن يحصل على 200 ألف يورو شهريا من "قوت الشعب المصري" والذي يوازي 7.361.200 ملايين جنيه شهريا تقريبا، طبقا لحسابات السعر الرسمي لليورو في البنوك.
فضيحة، لأنه من غير المنطقي عندما نفكر في الإطاحة بالخواجة "الفااااااشل" علينا أن ندفع له شرطا جزائيا 3 شهور، بما يوازي بالعملة المصرية 22 مليون جنيه !!
فضيحة لأن جمال علام رئيس الاتحاد الذي "زرعه" هاني أبو ريدة في هذا المكان ليس مؤهلا لقيادة منظومة كرة القدم، كما أن نائبه خالد الدرندلي اكتفى بالمقعد الوثير، ولم نسمع أو نرى أن هناك فكرا جديدا أو اقتراحا جديدا قدمه من أجل النهوض باللعبة الشعبية الأولى التي تعد المتنفس الوحيد للمصريين في ظل كم الضغوط والهموم التي اثقلت كاهلهم بسبب مصاعب الحياة، وسار على نفس الشاكلة باقي أعضاء مجلس الإدارة الذين اكتفوا بتناوب الدور فقط في السفريات والخروج بتصريحات إعلامية وحضور المؤتمرات فقط ، وكأنها المهمة الوحيدة التي جاءوا من أجلها، واختارهم أعضاء الجمعية العمومية باتحاد كرة القدم لها .
فضيحة عندما نجد أن منتخبات مصر في مختلف مراحلها السنية، الأول، الأوليمبي، الشباب، الناشئين، فشلت في التتويج ببطولة أو لقب قاري في عهد هذا المجلس الفاشل باستثناء التأهل لأولمبياد باريس .
فضيحة عندما نجد أن أحد نجوم الكرة المصرية السابقين هاجم عضوان من الجبلاية لمجرد انهما قد وعداها بالتعيين في أحد الاجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية ولكنهما تراجعا عن وعدهما وأخليا به ليخرج النجم الكبير على إحدى الفضائيات ليفضحهما على الملأ، الأمر الذي يؤكد على أن المجاملات كانت سببا لما وصلنا إليه من مهازل في النتائج وضياع البطولات، وفضائح شهد عليها القاصي والداني، ووزير الرياضة أخر من يعلم، حيث أكتفى بالمشاهدة ومراقبة الأوضاع عن بعد دون اتخاذ قرار يعيد الأمل للمصريين في مستقبل أفضل للعبة .
يا سادة ..الكرة المصرية تعيش أسوأ فتراتها، وإذا استمر مجلس إدارة الإتحاد القابع في 5 شارع الجبلاية على رأس منظومة كرة القدم فسوف نجني المزيد من الخسائر والفشل الذريع ومصر هي الضحية، وهو ما لن نقبله أو نرضى به نقادا..إعلام..جماهير، وكافة طوائف الشعب .
وإذا كان القائمون على اللعبة لديهم حمرة الخجل لاستقالوا وأراحوا الجميع من "طلتهم البهية" التي أعادت اللعبة عقودا إلى الوراء ..وقبل أن يأخذوا الباب وراءهم عليهم تحمل قيمة الشرط الجزائي الذي وضعوه في عقد فيتوريا مع الإطاحة به وفتح المجال لآخرين ربما نجد فيهم الأمل لأنقاذ ما يمكن أنقاذه ..ولك الله يا مصر.