عيد فؤاد يكتب : تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب ؟!


تذكرت هذا المقطع من أغنية "فات الميعاد" لسيدة الغناء العربي الراحلة أم كلثوم بعدما شاهدت اعتذار البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم للمصريين في أعقاب التعادل "المخزي" الذي خرج به من مواجهة منتخب موزمبيق "المغمور" 2/2 في الرمق الاخير من المباراة وهي تلفظ أنفاسها، حيث تسبب ذلك في الكثير من الآلام والأوجاع للمصريين .
المقطع الذي تقول كلماته :تفيد بإيه يا ندم وتعمل إيه يا عتاب
طالت ليالي الألم.. واتفرقوا الأحباب
كفايه بأه ..تعذيب وشقى ودموع في فراق، ودموع في لٌقى
تعتب علي ليه، أنا بإيديا إيه..فات الميعاد ..فات الميعاد .
يا مستر فيتوريا..الكلام "مش وقته" خالص ..العمل هو المفيد، على رأي الرائعة الراحلة الفنانة شادية .
وبالتالي الندم لن يفيد يا خواجة.. وعليك "لملمة" أوراقك سريعا لأن العتاب هو مجرد همسات تدور بينك وبين لاعبيك في الغرف المغلقة، ومصالحة الجماهير أصبحت هي الأهم في هذه المرحلة ولن تتحقق سوى بالإنتصارات .
ما فعله الخواجة، أمام "الأفاعي السوداء" هو بمثابة التعذيب للجمهور المصري العاشق لمنتخب بلاده والذي كان يتوق لفرحة من خلال انتصاره في افتتاحية لقاءاته بدور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية وهو ما لم يتحقق .
التعادل هو انذار شديد اللهجة ويؤكد على أن المنتخب فيه حاجة غلط، وأنه بحاجة إلى تصحيح أوضاعه سريعا قبل فوات الآوان، وخاصة أن المعركة الكروية أصبحت أكثر سخونة عقب الخسارة المفاجئة والمدوية لمنتخب النجوم السوداء من الرأس الأخضر "كاب فيردي" بهدفين مقابل هدف في الوقت القاتل ليتصدر "أسماك القرش الزرقاء" قمة المجموعة الثانية ويتقاسم منتخبي مصر وموزمبيق وصافة المجموعة، بينما يتذيلها المنتخب الغاني صاحب الأربعة ألقاب أفريقية .
مفاجآت البطولة بدأت تتوالى مبكرا جدا، بعد تعادل الفراعنة مع الأفاعي، وسقوط النجوم السوداء على يد "أسماك القرش الزرقاء"، وقد سبق ونوهت عنها من قبل خلال حواري مع الزميل الإذاعي الكبير هشام فهمي على إذاعة الشباب والرياضة في برنامج "الحريف " الأسبوع الماضي.
خلاصة ما تحقق من مفاجآت، أن منتخب مصر سيعاني في الصعود أولا إلى دور الـ 16 في البطولة، والمعاناة الأكبر ستكون في استعادة اللقب القاري الغائب عن الجبلاية منذ عام 2010 ، وهو ما يتطلب إعادة ترتيب الأوراق مجددا، باختيار تشكيلة مناسبة خلال اللقاءات القادمة تضم 11 مقاتلا داخل الملعب يستطيعون إعادة الكرة المصرية لريادة القارة السمراء مجددا، وخصوصا أن الفراعنة كانوا أسياد القارة وأصحاب الرقم القياسي في التتويج بكأس هذه البطولة الكبرى حتى عقد ونيف مضى .
الواقع يؤكد على أن الفراعنة سيجدون منافسة غاية في الشراسة على طريق اعتلاء منصة التتويج للنسخة الرابعة والثلاثين من البطولة من قبل عدد من المنتخبات القوية مثل: السنغال" أسود التيرانجا" حامل اللقب 2021 ، والكاميرون "الأسود غير المروضة" صاحب الخمسة ألقاب أفريقية ووصيف منتخب مصر، وكوت ديفوار" الأفيال" صاحب لقبين قاريين ومنظم البطولة، والجزائر"محاربي الصحراء" وصاحب اللقبين أفريقيين، وأخيرا المنتخب المغربي القوي "اسود الأطلس" وصاحب المركز الرابع على العالم في نهائيات كأس العالم بقطر 2022 عقب الأداء المشرف والعروض القوية التي قدمها وأهلته لهذا المركز الذي لم يسبق أن حققه منتخب افريقي أو عربي من قبل، وبالتالي سيقاتل أسود الأطلس جاهدين للتكشير عن أنيابهم، باحثين عن لقب قاري ثان يرضون به طموحهم، على اعتبار أن في جعبتهم لقب وحيد لا يكفي، ولا يناسب تاريخهم الكروي المشرف للعرب والقارة السمراء من خلال مشاركاتهم المونديالية السابقة ، وبالإرادة والعزيمة تتحقق المستحيلات .