الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : نورهان عماد”قمر” التلفزيون…و”أميرة”شاشته


عندما ابدعت قريحة الشاعر العربي الكبير الطيب المتنبي هذا البيت من الشعر "مَنْ كانَ فوقَ محلِّ ال شمسِ موضعُهُ فليس يرفعه شيءٌ و لا يضعُ "كان يملك وقتها بصيرة زرقاء اليمامة التي ترى المستقبل وشخوصه في منظار الماضي ، لانه بكل تأكيد استحضر صورة قمر الشاشة الصغيرة وأميرتها نورهان عماد ، الدرة التي حفّها النيل واحتواها ، فعل الفرح الحاضر الذي يملك القدرة على الادهاش والتحرك في مساحات واسعة من نهر التألق في التلفزيون ببساطتها وتلقائيتها فى تقديم برامجها، حتى صارت البساطة والتلقائية من أهم ما يميزها من سمات فى كل ما تناقشه من موضوعات .
(. و تملك نورهان عماد ثقة فى نفسها اهلتها للتواجد بشكل مميز ومختلف على الشاشة، بطبيعتها التي ابعدتها بقدر الإمكان عن البهرجة والتكلف والاصطناعية سواء فى الشكل أو الأداء، فكتبت اسمها بالاحرف المبتدأ والخبر الاولىى في كتاب المجد بوصفها مصدرا للسحر ومحرك الإبداع في تخصصها
(. جمعت نورهان كل سمات الاجيال المتعاقبة للمذيعات في التلفاز -من الموهبة والفطنة والذكاء الحاد والرقة ، لكونها منذ برز في على سطح الشاشة الصغيرة متفردة و ظهرت هذه الفرادة وتجلت في أبهى صورها على منصات البرامج التلفزيونية ، بحيث أمست كما شخصية أسطورية فرتّ من كتب التاريخ الفرعوني المدون والمرسوم على جدران المعابد. ، (. ولذلك لا عجب ان تكون نورهان عماد التعبير الصادق عن الجمال المصري وواقعه ووجدانه وتفاعله مع محيطه العالمي ،كنور خافقا في جبين الفجر والليل دافقًا في الماء يفيض من تقاطيعه المبدعة للوجود الحانا شجية كأنها نغم من مزامير آل داؤود، يشجيك إذا تبسم وكان شفاه تقدم ألّفَ تقاسيماً موسيقيةً لا تقل جمالاً وسحراً عن تقاسيم زكريا أحمد و سيد درويش محمد عبد الوهاب، ومحمد القصبجي، ورياض السنباطي، وبليغ حمدي، وكمال الطويل، ويبهرك إذا تحدث فيبْهَرَ ويشْجى ويسَحَرَ ويطربك اذا سأل بطريقته كواحة وريفة من الابداع وزورق من الألحان.
(. حضور نورهان عماد دائما يكتب على بساط الشاشة الساحرة باصابعه حروف الابداع في تلك اللغة الكونية ،لهذه الموهبة الاستثنائية التي ترسم عند ظهورها على شاشة التلفزيون في وجداننا ، صورة لها يلوح منها مجموع الزهو بفارسة كل هدفها ان تترك في اي موقع تتواجد فيه ، فعلَ توكيدِ الموهبة التي دائما تعيد ترتيبَ مواطن الروعة و الأحساس في مشاعرنا التي تهيم تارة وتنتشي على طول الخط بموهبتها التي تعطي انغاما جديدة في موسيقى التقديم التلفزيوني بكل معنى الدفء التي شهدت له كل مرابع الوله والترقب لما هو آت من عزف متفردا .